responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 338
ليس لكم عندنا إلا السيف [1]، ثم احترز على حلب حتى صارت في غاية الحصانة والمنعة، بأسوارها المحكمة البناء وقلعتها المنيعة، وبما نصبه عليها من آلات دفاعية [2]. وفي العشرة الأخيرة من ذي الحجة سنة 657هـ نوفمبر 1259م، قصد المغول مدينة حلب ونزلوا على قرية يقال لها سلمية وامتدوا إلى قريتي حيلان والحاري وهما قري حلب، ثم سيروا فرقة من عسكرهم بإتجاه حلب، فخرج عسكر المسلمين ومعهم جمع غفير من العوام والسوقة، وأشرفوا على المغول وهم نازلون على تلك الأماكن، وقد ركبوا جميعهم لإنتظار عسكر حلب، فلما تحقق المسلمون كثرتهم كروا راجعين إلى المدينة وأصبح الملك المعظم تورانشاه بعد ذلك أوامره إلى قواته بالتحصن داخل حلب، وعدم الخروج منها [3]، وفي اليوم التالي تحركت القوات المغولية طالبة حلب، ولما وصلت جموع المغول إلى أسفل الجبل نزلت إليهم فرقة من جيش المسلمين لمقاتلتهم، فلما شاهد المغول ذلك تراجعوا أمام الجيش الإسلامي مكراً وخديعة لاجتذابهم بعيداً عن البلد، فتبعهم عسكر حلب ساعة من النهار، ثم كر الجيش المغولي وخرج من مكامنه فاندفع المسلمون أمامه إلى جهة البلد، والعدو في أثرهم، ولما حازوا جبل بانقوسا وعليه بقية الجيش الإسلامي إندفعوا جميعاً نحو المدينة والعدو مستمر في مطاردتهم، فقتل من المسلمين جمع كثير من الجند والعوام، ونازل المغول حلب ذلك اليوم إلى آخره، ثم رحلوا عنها إلى أعزاز فتسلموها بالأمان [4].
أ ـ الإضطرار إلى التسليم: عاود المغول هجومهم على حلب في ثاني صفر من 658هـ/يناير 1260م وأحكموا حصارها بحفر خندق حولها عمقه قامة، وعرضه أربعة أذرع، وبنوا حائطاً بإرتفاع خمس أذرع، ثم نصبوا عليها عشرين منجنيقاً وشرعوا في رميها بالحجارة ونقب أسوارها ومهاجمتها من كل الجهات، حتى اضطرـ إلى التسليم في التاسع صفر من 658هـ/يناير 1260م، ولم ملكوها غدروا بأهلها وقتلوا منهم خلقاً كثيراً، ونهبوا الدور وسبوا النساء والأطفال، ثم إستباحوا المدينة خمسة أيام عاثوا فيها فساداً حتى إمتلأت الطرقات بجثث القتلى، ويقال إنه أسر من حلب زيادة على مائة ألف من النساء والصبيان،

[1] المختصر في أخبار البشر (3 ـ 201)، جهاد المماليك صـ89.
[2] النجوم الزاهرة (3 ـ 201)، جهاد المماليك صـ89.
[3] جهاد المماليك صـ89.
[4] النجوم الزاهرة (7 ـ 75 ـ 77)، جهاد المماليك صـ90.
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 338
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست