responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 295
انغمس الأيوبيون في صراعاتهم الداخلية فلم يحترم الأخ أخيه والعم بني أخيه، واستغل الملك العادل الأيوبي الجهل والطيش الذي إتسم به أبناء صلاح الدين، إذ أنه إستخدم علاقاته القديمة ومكانته لتحقيق هزيمة سياسية وعسكرية لجيش الملك العزيز قبل أن يستل جندي واحد سيفه من غمده، إذ كانت المنافسة قائمة بين الأمراء الصلاحية ((أمراء صلاح الدين)) والأمراء الأسدية، أمراء أسد الدين شيركوه الذين ورثهم صلاح الدين في جيشه، ونجح العادل في الإيقاع بين الفريقين [1]، وقد وصف القاضي الفاضل الخلاف في البيت الأيوبي بقوله: أما هذا البيت فإن الآباء منه اتفقوا فملكوا وإن الأبناء منهم اختلفوا فهلكوا، وإذا غرب نجم فما الحيلة في تشريقه، وإذا بدأ تخريق في ثوب فما يليه إلا تمزيقه، وهيهات أن يسد على طريقه، وقد قدر طروقه، وإذا كان مع خصم على خصم فمن كان معه فمن يطيقه [2]، واستمر الصراع في الأسرة الأيوبية بعد وفاة الملك العادل، حيث اشتد النزاع بين أولاده الملك المعظم والملك الكامل أبناء البيت الأيوبي.
6 ـ مولاة النصارى: من لوازم الإيمان الصحيح الولاء والبراء، فكانت الدولة في عصر صلاح الدين عاملة بقول الله تعالى: "لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شئ إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير" (آل عمران، آية: 28). وقول الله تعالى: "يا ايها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارىأولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن لا يهدي القوم الظالمين" (المادة، آية: 51)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أوثق عري الإيمان، الموالاة في الله، والمعاداة في الله والحب في الله والبغض في الله ([3]
أما في عصر الملك الكامل فضعف الولاء والبراء ويظهر ذلك في تسليم القدس للإمبراطور فريدريك الثاني على طبق من ذهب وبدون إراقة للدماء، وقد استعظم المسلمون ذلك وأكبروه ووجدوا له من الغم والهم والتألم ما لا يمكن وصفه وكان الملك الكامل لديه إستعداد للتحالف مع النصارى لقتال أخيه المعظم الذي تحالف مع الخوارزميين، كما أن الملك الصالح نجم الدين إسماعيل الذي دخل في صلح مع الصليبيين وسلّم لهم أحد الحصون وتصدى الشيخ عز الدين بن عبد السلام وابن الحاجب فاعتقلهما

[1] في تاريخ الأيوبيين والمماليك قاسم عبده صـ82 ـ 83.
[2] دور الفقهاء صـ174.
[3] صحيح الجامع ..
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 295
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست