responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 289
الحكم والإدارة بما فيها مدارس الإصلاح نفسها، وهذا التطور السلبي حقق إفراز ظواهر غير إيجابية منها:
ـ حين لم يحد جيل الأبناء فقهاً سياسياً وإدارياً ينظم عملية تعيين الحاكم ومؤسسات الحكم والإدارة إرتد إلى تقاليد العصبية الأسرية والقبلية وروابط الدم التي تعتبر الحكم وقيادة المؤسسات التربوية والعلمية ميراثاً يرثه الأبناء عن الآباء، الأمر الذي أدَّى إلى تفكك الدولة وإنقسامها حيث تقاسم الأبناء ما وحدَّه جيل الآباء، وأداروه طبقاً لتقاليد العصبيات الأسرية التي سبقت جيل صلاح الدين والتي كانت تعتبر أراضي الدولة ومدنها وسكانها إقطاعات يتصرف بها الحكام ويتبادلونها بالبيع والشراء وصفقات الحرب والصلح.
ـ أدى النقص في الفقه السياسي والإداري إلى إنفجار الفتن بين الملوك وأمراء الجيش من ذلك ما حدث بين الملك الكامل وبين عماد الدين أحمد بن المشطوب الكردي الهكاري الذي يصفه ابن خلكان بأنه كان صلاح الدين أطعمه وهو شاب إقطاع نابلس إكراماً لوالده سيف الدين أبو الهيجاء المشطوب الهكاري الذي كان من كبار أمراء الجيش الصلاحي وقادته، فقد اتفق عماد الدين بن المشطوب مع الأكراد الهكارية على خلع الملك الكامل وتمليك أخيه الفايز، ولكن المحاولة لم تنجح ودب الاضطراب في معسكر الجيش الذي كان في مواجهة الصليبيين وانسحب عماد الدين إلى قلعة حران حيث بقي فيها حتى وفاته عام 610هـ [1]، والخلاصة أن الجدب في الفقه السياسي والإداري أفرز ـ بعد جيل صلاح الدين ـ قيادات وإدارات متسلطة فردية عملت على أن تحكم الأمة بقيم القوة فوق الشريعة، والفردية بدل العمل الجماعي، والتسلط بدل الشورى والإرتجال بدل التخطيط [2].
ـ قامت الدولة الأيوبية على تبني فكرة الجهاد وتحرر ديار المسلمين من الغزو الصليبي، وكانت التغيير العملي على مدى إصالة فكرة الجهاد الإسلامي وعن مدى عمق هذه الفكرة في نفوس المسلمين في كل من مصر والشام وقد انعكس هذا العمق وتلك الأصالة في الصفحات المشرقة التي سجلها بجهاده صلاح الدين، إذا انتقلنا إلى الصورة التي كانت لها في سنواتها الأولى وهذا يعني أنها قد أصبحت في وادي والفكرة التي قامت عليها في وادٍ آخر، ولو

[1] هكذا ظهر جيل صلاح الدين صـ322.
[2] المصدر نفسه صـ322.
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 289
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست