responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 248
هولاكو أن يستفتي العلماء: أيما أفضل السلطان الكافر العادل أم السلطان المسلم الجائر؟ ثم جمع العلماء وكان رضي الدين على بن طاوس حاضراً المجلس وكان مقدماً محترماً فلما رأى احجامهم تناول الفتيا ووضع خطة فيها بتفصيل العادل الكافر على المسلم الجائر، فوضع الناس خطوطهم بعده ([1]
وقد طلب بن طاوس الأمان من هولاكو قبل فتحها، وزاره، واستدل بكلام منسوب لعلي بن أبي طالب كذباً وزوراً يشنع فيه على بني العباس، فلما وصل إلى مجلس هولاكو وكان ذلك قبل سقوط بغداد وقتل الخليفة قال له كيف قد تشجعت على مكاتبتي والحضور عندي قبل أن تعلموا بما ينتهي إليه أمري وأمر صاحبكم وكيف تأمنون أن يصالحني ورحلت عنه فقال بن طاوس: أقدمنا على ذلك لأنا روينا عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قال في خطبة: الزوراء وما أدرك ما الزوراء أرض ذات أثل، يشيّد فيها البنيان، ويكون فيها مخادام وخزّان يتخذها ولد العباس موطنا، ولزخرفهم مسكناً، تكون لهم دار لهو ولعب، ويكون بها الجور الجائر، والخوف المخيف، والائمة الفجرة، والامراء الفسقة والوزراء الخونة، تخدمهم أبناء فارس والروم، لا يأتمرون بمعروف إذا عرفوه، ولا يتناهون عن منكر إذا أنكروه، تكفى الرجال منهم بالرجال، والنساء بالنساء فعند ذلك الغم العميم، والبكاء الطويل، والويل والعويل، لأهل الزوراء من سطوات الترك وهم قوم صغار الحُدُق، وجوههم كالمجان المطوّقة لباسهم حديد، جرد مرد، يقدمهم ملك يأتي من حيث بدا ملكهم جهوري الصوت، قويّ الصولة عالي الهمّة، لا يمر بمدينة إلا فتحها، ولا ترفع عليه راية إلا نكّسَها، الويل الويل لمن ناواه فلا يزال كذلك حتى يظفر [2]. فلما وصف لنا ذلك ووجدنا الصفات فيكم، رجوناك فقصدناك ويعلّق الحلي: فطيب قلوبهم وكتب لهم فرماناً باسم بن طاوس يطيب فيه قلوب أهل الحلة وأعمالها وهذه الرواية من أكاذيب الشيعة على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، ومحاولة تشويه تاريخ بن العباس على لسانه، والتزلف والتقرب إلى هولاكو الوثني وهذا الذي قاله ابن طاوس: ولا ترفع عليه راية إلا نكسا، الويل الويل لمن ناواه فلا يزال كذلك حتى يظفر ([3]
يكذبها الواقع وحقاق التاريخ حيث نكست راية هولاكو في معركة عين جالوت عندما تصدى لهم سيف

[1] المصدر نفسه صـ94 ..
[2] الفقيه والدولة صـ96.
[3] الفقه والدولة صـ96 ..
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 248
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست