responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 224
عن اشتغال الخلفاء العباسيين بالشهوات وجمع الأموال في أكثر الأوقات [1]. هذه الحقائق يجليها لنا ابن كثير عليه رحمة الله في محاولة منه لتلمس أسباب نهاية الدولة العباسية على أيدي التتار فيقول: ولم تكن أيدي بني العباس حاكمة على جميع البلاد، كما كانت بنو أمية قاهرة لجميع البلاد والأقطار والأمصار، فإنه خرج عن بنو العباس بلاد المغرب وكذلك أخذت من أيديهم بلاد خراسان وما وراء النهر وتداولتها الملوك دولاً بعد دول حتى لم يبق مع الخليفة منهم إلا بغداد وبعض بلاد العراق، وذلك لضعف خلافتهم وإشتغالهم بالشهوات وجمع الأموال في أكثر الأوقات [2]. ويقول قطب الدين اليونيني: " ..
إنما قدموه على عمه الخفاجي لما يعلمون من لينه وإنقياده وضعف رأيه ليستبدوا بالأمور وإذا صح ما ينسب إليه "ابن العبري" من ضعف الهمة وزهده بأقطار الخلافة عدت بغداد فهي طامة كبرى، إذ ينسب إلى "المستعصم" قوله: إن بغداد تكفيني ولا يستكثرونها لي إذا نزلت لهم عن باقي البلاد، ولا أيضاً يهجمون عليَّ وأنا بها وهي بيتي ودار مقامي [3]، وعلى كل حال إن ضعف المستعصم معروف حتى عند "التتار" ولذا كانوا يسمونه "الأبله"، ولم يقف هذا الضعف والهوان عند حدود دول المشرق الإسلامي أو ينتهي بضعف مركز الخليفة العباسي وضمور سلطان الخلافة العباسية، بل جاوز ذلك إلى ملوك وسلاطين المسلمين في بلاد الشام ومصر، فقد ذكر ابن كثير ـ في أحداث سنة 658هـ ـ أن سلطان دمشق وحلب ((الملك النصر بن عبد العزيز))، وملك الكرك والشوبك ((الملك المغيث بن العادل)) قد عزموا على قتال المصريين وأخذ مصر منهم، ومعهما الأمير ركن الدين ((بيبرس البندقداري)) [4]، وقبل ذلك ذكر الذهبي أن عسكر الناصر سنة 656هـ عليهم ((المغيث)) صاحب الكرك ليأخذوا مصر، فالتقاهم ((المظفر قطز)) وهو نائب للمنصور علي ولد المعز بالرمل وأسر جماعة أمراء فضرب أعناقهم ([5]
وقبل ذلك كذلك وفي سنة 642هـ كان حصار الخوارزمية على ((دمشق)) في خدمة صاحب ((مصر)) واشتد القحط حتى التقى بهم ((الشاميون)) ومعهم عسكر من ((الفرنج)) بين عسقلان وغزة فانهزم الجمعان وحصدت الخوارزمية الفرنج واندك صاحب ((حمص)) ونهبت

[1] كيف دخل التتار بلاد المسلمين صـ40.
[2] البداية والنهاية (13 ـ 195)، كيف دخل التتار بلاد المسلمين صـ40.
[3] تاريخ مختصر الدول صـ255.
[4] البداية والنهاية (13 ـ 207)، كيف دخل التتار صـ42.
[5] سير أعلام النبلاء (23 ـ 181)، كيف دخل التتار صـ43 ..
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 224
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست