responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 220
خليفة آخر شأن الجيش، أو ينتبه الخليفة نفسه في فترة لهذا الجيش، ويهمله في فترة أخرى، وكان آخر من سجل نقطة تحول في تجديد الحياة إلى الجيش العباسي وبث الحيوية في تنظيماته هو الخليفة المستنصر بالله أبو الخليفة المستعصم بالله وذلك بعد أن تمزقت الدولة العباسية، وبدأت السيادة الإسلامية العباسية تفقد نفوذها وأخذ التشرذم ينتاب هذه الدولة ومع مجيئ الخليفة المستنصر بالله رفع عدد جنوده إلى مائة ألف جندي للتمكن من صد زحف المغول المحتمل ومحاولة ردهم عن تخوم الدولة ومقاتلتهم واستخلاص الأراضي التي بسطوا هيمنتهم عليها، لكن بطانة الخليفة المستعصم بالله، لم تلتفت إلى هذا الأمر وتركت مهمته إلى الخليفة الذي اقتنع برأي وزيره الفارسي ابن العلقمي بانقاص عدد الجند إلى عشرين ألف فقط، ولم تحرك بطانة الخليفة ولا أمراء الجند ساكناً في هذا الحدث المهم والكبير بالرغم من وجود خطر داهم أصبح عاصمته همذان، وهي قاعدة الانطلاق العسكري بالرغم من نهشه المتفاوت لتخوم الدولة العباسية الضيقة الحدود، إذ كان الخليفة قد أهمل حال الجند ومنعهم أرزاقهم وأسقط أكثر من دساتير ديوان العرض فآلت أحوالهم إلى سؤال الناس وبذل وجوههم في الطلب في الأسواق والجوامع، ونظم الشعراء في ذلك الأشعار [1]، ويقول ابن كثير: وكان الوزير ابن العلقمي قبل هذه الحادثة يجتهد في صرف الجيوش وإسقاط اسمه من الديوان، فكانت العساكر في آخر أيام المستنصر بالله قريباً من مائة ألف مقاتل منهم الأمراء من هو كالملوك الأكابر الأكاسر، فلم يزل في تقليلهم إلى أن لم يبق سوى عشرة آلاف، ثم كاتب التتر وأطمعهم في أخذ البلاد ..
وأن يبيد العلماء والمفتين [2]، وكان النظام مفقوداً في جيش الخليفة ومني بفقدان الوحدة في قيادته، فكان له عدة قوات، كل يعمل على شاكلته وبرأيه الخاص، خلافاً لما كان عليه الحال لدى المغول فقد كان النظام سارياً فيه بفضل توحيد قيادته العليا وحصرها بشخص السلطان يؤازره ديوان شورى الحرب وكان مؤلفاً من كبار قادة المغول وأمرائهم من مهام هذا الديوان تقرير الخطط الحربية ولم يكن للخليفة المستعصم ولا لقادة جيشه عناية بفن الإستطلاع أو الوقوف على الحقائق في بلاد الأعداء، بل كان خليفة بغداد يجهل أو يتجاهل كل شيء من هذا القبيل وأما المغول فكانت لهم عناية بالغة بهذا الفن وكان لجيشهم عيون يعولون عليها في مواصفاتهم بحقائق الأحوال ومن تفننهم

[1] بغداد مدينة السلام صـ139.
[2] البداية والنهاية (13/ 196)، بغداد مدينة السلام صـ139.
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 220
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست