responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 198
رواية أخرى أن هولاكو عندما وجه هذه الأسئلة إلى الخليفة لزم الصمت ولم يحر جواباً [1]. وأما عن الكيفية التي قتل بها المستعصم، فإنها لازالت مسألة يكتنفها الغموض، إذا تضاربت فيها روايات المؤرخين، ولعل أبا الفداء يمثل لنا اختلاف الروايات بخصوص قتل المستعصم تمثيلاً واضحاً حين قال، ولم يقع الاطلاع على كيفية قتله، فقيل خنق، وقيل وضع في عدل ورفسوه حتى مات، وقيل غرق في دجلة، ويختم عبارته بقوله: والله أعلم بحقيقة ذلك [2]، واشتهرت بين المؤرخين قتل المستعصم في غرارة تم رفسه إلى إن مات. والسؤال المطروح لم اختار هولاكو هذه الطريقة في قتل المستعصم، قيل في تبرير ذلك أمور منها:
أ ـ شق على مستشاري هولاكو خان من المسلمين أن يراق دم الخليفة وهو أمير المؤمنين وزعيمهم الديني فحذروا الخان المغولي أن يقدم على تلك الفعلة، حتى أنهم ليرون أن أحد المنجمين قال لهولاكو: إذا قتل الخليفة، فإن العالم يصير اسوداً مظلماً وتظهر علامات القيامة [3]، وفي هذه المرة أيضاً نفى نصير الدين الطوسي هذا الادعاء وأيد رايه ببراهين عملية تثبت أن عدة خلفاء من بني العباس قتلوا ولم يحدث خلل يذكر، فلما صمم هولاكو على قتله، احترز من أن يريق دمه فقتله بالطريقة السالفة الذكر.
ب ـ قتل هولاكو المستعصم دون أن يريق دمه، لا خوفاً من تحذير العلماء المسلمين وإنما جرياً على عادة المغول، كما اشار إلى ذلك النويري إذا يقول: وجيئ بالخليفة إلى هولاكو فأمر أن يجعل في جولق ويداس بأرجل الخيل، ففعل به ذلك حتى مات، كما ذكرناه في أخبار الدولة العباسية، ومن عادة التتار أنهم لا يسفكون دماء الملوك والأكابر غالباً [4]. ويقول ابن خلدون: وقبض على المستعصم فشدخ بالمعاول في عدل تجافياً عن سفك دمه بزعمهم [5]. كان جنكيز خان يمارس تقاليد قومه التي كانت تحرم إراقة دم زعيم أي قبيلة يجري في عروقه الدم الملكي ويستعملون طريقة خمد الأنفاس تحت ضغط أقمشة ثقيلة.
وعلى هذا يبدو أن السبب الثاني هو الأرجح، لأن المغول حتى في دفنهم للمستعصم، جروا على سننهم وتقاليدهم، إذ دفنوه في مكان مجهول، لدرجة أن السيوطي ينقل عن الذهبي

[1] المصدر نفسه صـ267.
[2] المختصر في أخبار البشر (3 ـ 203)، المغول صـ268.
[3] مجالس المؤمنين صـ400 للششتري، المغول للصياد صـ269.
[4] نهاية الأرب في فنون الأدب نقلاً عن المغول صـ269.
[5] العبر وديوان المبتدأ والخبر (5 ـ 543).
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 198
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست