responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 192
من الإقبال، متوهماً أن أمره قضاء مبرم، وأمر محكم، لماذا تطلب مني شيئاً لن تجده؟ ألا يعلم الأمير أنه من الشرق إلى الغرب وأنه من الملوك إلى الشحاذين ومن الشيوخ إلى الباب ممن يؤمنون بالله ويعملون بالدين، كلهم عبيد هذا البلاط وجنود لي.
إنني حينما أشير بجمع الشتات سأبدأ بحسم الأمور في إيران ثم اتوجه منها إلى بلاد توران، وأضع كل شخص في موضعه، وعندئذ سيصير وجه الأرض مملؤ بالقلق والاضطراب، غير أني لا أريد الحقد والخصام ولا أن أشتري ضرر الناس وإيذائهم، كما أنني لا أبغى من وراء تردد الجيوش أن تلهج ألسنة الرعية بالمدح أو القدح خصوصاً وأنني مع الخاقان هولاكو خان قلب واحد ولسان واحد، وإذا كنت مثلي تزرع بذور المحبة فما شأنك بخنادق رعيتي وحصونهم، فاسلك طريق الود وعد إلى خراسان، وإن كنت تريد الحرب والقتال، فلا تتواني لحظة ولا تعتذر، إذا استقر رأيك على الحرب، أن لي ألوفاً مؤلفة من الفرسان والرجالة وهم متأهبون للقتال، وأنهم ليثيروا الغبار من ماء البحر وقت الحرب والطعان [1]. وصل رسل الخليفة إلى هولاكو، فلما اطلع هذا على رسالة الخليفة، وعلم بما لحق رسله من أذى العامة في بغداد، غضب غضباً شديداً، وأعاد رسل المعتصم، وحملهم رسالة أخرى تتضمن إنذاراً نهائياً له، صيغ في لهجة شديدة عنيفة، إذ يقول: لقد فتنك حب الجاه والمال، والعجب والغرور بالدولة الفانية، بحيث أنه لم يعد يؤثر فيك نصح الناصحين بالخير وإن في أذنيك وقراً، فلا تسمع نصح المشفقين ولقد انحرفت عن طريق آباك وأجدادك، وإذن فعليك أن تكون مستعداً للحرب والقتال فإني متوجه إلى بغداد بجيش كالنمل والجراد، ولو جرى سيل الفلك على شاكلة أخرى فتلك هي مشيئة الله العظيم ([2]
وقبل أن يقدم هولاكو على غزو بغداد، استشار المنجمين، فيما يتعلق بأحكام النجوم وطوالع السعد والنحس، أما الفلكي حسام الدين الذي جاء برفقة هولاكو من قبل خان المغول الأعظم ((منكوقاآن)) فقد كان سنياً يعطف على الخليفة العباسي ويحرص على أن يمنع هولاكو من الاقدام على غزو بغداد، فراح يؤكد له أن هذه الحملة تحدث خلالا في نظام الكون، فضلاً على أنها سوف تكون وبالاً على الخان نفسه، فكان مما قاله له: الحقيقة أن كل ملكٍ تجاسر ـ حتى هذه اللحظة ـ على قصد الخلافة والزحف بالجيش على بغداد لم يبق له العرش ولا الحياة، وإذا أبى الملك أن يستمع إلى نصائحي، وتمسك بمشروعه فسينتج عنه ستة مصائب كبيرة:

[1] وثائق الحروب الصليبية والغزو المغولي، محمد ماهر حمادة صـ347.
[2] جامع التواريخ نقلاً عن المغول للصياد صـ256 ..
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 192
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست