responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 158
ملوك المسلمين وسلاطينهم، ولم يذكروا أنهم مسئولون عن الأمة لقوله صلى الله عليه وسلم: "الأمير راع على رعيته وهو مسئول عنها"، وإذا لم تنبعث فيهم أريحيتهم ورجولتهم لكي يتحدوا على كلمة واحدة وينقادوا لما أمرهم الله به في قوله تعالى: "انفروا خفافاً وثقالاً وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله"التوبة، 41، وإذا لم يستعدوا ببذل النفس والمال والملك لكي يدفعوا هذه الفتنة، وإن ذلك كله يدل على أن المسلمين سيفاجأهم الذل والنكسة، وترتمي بلاد الإسلام في أحضان الكفر، وأخشى أن المسلمين الذين كانوا لا يحملون إلا الإسم، سيفقدون الإسم والرسم كليهما نتيجة لما ندعيه ولا نعمل به [1].
6 ـ ترك الاتحاد والوقوع في ظلم العباد: ((غياب العدل)) إذا الفرقة هي طريق الانحطاط، فإن الوحدة هي سبيل الارتقاء وتبوء المكانة الفاضلة بين الأمم والشعوب، وهي الوسيلة لقيادة البشرية إلى الحضارة الربانية الرشيدة، وقد أرشدتنا التعاليم الشرعية إلى وحدة الصف وإتحاد الكلمة والرجوع إلى شرعه وتحكيم الكتاب والسنة فيما بيننا، قال تعالى: "وما اختلفتم فيه من شئ فحكمه إلى الله ذلكم الله ربي عليه توكلت وإليه أنيب" الشورى، آية 10، وقال تعالى: "فإن تنازعتم في شئ فردوه الى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا" النساء، آية 59، فقد عطل شرع الله تعالى، وترتب على ذلك الفرقة والتشتت والتشرذم بين ممالك المسلمين، ولم يستطع المسلمون أن يعملوا بقول الله تعالى: "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين" الأنفال، آية، 46، فجعل الله عز وجل الفشل قريناً للتنازع والمسلمون كانوا في تنازع مستمر، وخلاف دائم، وعندما كانت تحدث بعض فترات الهدنة في الحرب مع التتار كان المسلمون يغيرون على بعضهم، ويأسرون بعضهم، ويقتلون بعضهم، وقد علم يقيناً أن من كانت هذه صفتهم فلا يكتب لهم النصر أبداً، فالمسلمون كانوا ـ في تلك الآونة ـ يهلك بعضهم بعضاً، ويسبي بعضهم بعضاً، فلا عجب أن غلب عليهم جيش المغول أو غيرهم، يقول ابن الأثير: وكان محمد بن خوارزمشاه قد استولى على البلاد وقتل ملوكها وأفناهم وبقي وحده سلطان البلاد جميعها، فلما إنهزم من التتار لم يبق في البلاد من يمنعها ولا من يحميها ([2]
لقد قطع محمد الخوارزمي كل العلاقات بينه وبين من حوله من الأقطار الإسلامية، لم يتعاون معها أبداً، بل على العكس قاتلها الواحدة تلو الأخرى، وكان يقتل ملوك هذه الأقطار

[1] رجال الفكر والدعوة (1 ـ 284).
[2] الكامل في التاريخ نقلاً عن قصة التتار صـ38 ..
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 158
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست