responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 129
الأمور المحققة، وساعد ذلك على تقوية روحهم المعنوية، على أن هزيمة المغول في هذه المرة ترجع إلى تلك الفوضى التي حلت بالجيوش المغولية، نتيجة لخلاف نشأ بين جوجي وجغتاي ابني جنكيز خان، ورغم هذا النزاع، استمر حصار هذه المدينة ستة أشهر أرسل قوات المغول في خلالها إلى جنكيز خان وكان إذ ذاك أمام مدينة الطالقان في أعالي نهر جيحون ـ يطلبون منه مدداً يعوض ما خسروه أمام مدينة خوارزم، كما نقلوا إليه أنباء الخلاف الذي نشأ بين ابنيه، وما أدى إليه من شقاق وفساد وفوضى في صفوف الجيش المغولي، وقد استاء جنكيز خان عندما سمع هذه الأنباء، فأرسل المدد وبعث أوامره بإسناد قيادة الجيش إلى ابنه الثالث أجتاي، وأمره أن يصلح من أمر أخويه، ولما أعاد القائد الجديد تنظيم جيشه وقضى على تلك الفوضى التي انتشرت في صفوف الجيش أمر جنده بالهجوم على المدينة، واستطاع المغول في النهاية أن يخترقوا أسوارها وأن يرفعوا أعلام النصر على هذه الأسوار، ثم أشعل المغول النار في منازل المدينة ومبانيها، وعلى الرغم من نجاح المغول في اختراق حصون المدينة صمم الخوارزميون على الاستماتة في الدفاع عن أنفسهم وعن مدينتهم، وقد ساهم النساء والأطفال في هذا الجهاد ([1]
واستمرت مقاومة الخوارزميين على هذا النحو سبعة أيام، وأخيراً وجد السكان أنفسهم قد تجمعوا في أحياء ثلاثة، وبعد أن أعيتهم الحيلة وضاقت بهم السبل عرضوا على المغول التسليم، فأرسل الفقيه ((عالي الدين))، محتسب خوارزم إلى قائد الجيش المغولي الذي أولاه احترامه وأمر بأن تفرد له خيمة خاصة، ولما آن الوقت الذي مثل فيه الرسول الخوارزمي في حضرة القائد المغولي قال له: إننا شاهدنا من هيبة الخان، وقد آن أن نشاهد من مرحمته، فغضب القائد المغولي وقال: ماذا رأوه من هيبتي، وقد أفنوا الرجال وطاولوا القتال؟ فأنا الذي شاهدت هيبتهم وها أنا أريهم هيبتي [2]. وقد أمر القائد المغولي الأهالي بالخروج من المدينة، وطلب من أصحاب الحرف أن يقضوا في مكان منعزل، فمنهم من فعل ونجا من الموت، ومنهم من امتنع وظن أن هؤلاء سيؤخذون إلى بلاد المغول وأن الباقين سيتركون أحياء، وقد صدقت نبوءة الخوارزميين عن رحيل أصحاب المهن والحرف إلى بلاد المغول وكذبت نبوءتهم الثانية، إذ أعمل المغول السيف في رقاب من بقي من السكان، وكان على كل جندي من المغول أن يقتل أربعة وعشرين رجلاً خوارزمياً، فإذا علمنا أن الجيش المغولي كان يتكون

[1] المصدر نفسه صـ166 ..
[2] سيرة السلطان جلال الدين منكبربتي صـ94.
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 129
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست