responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 124
مجانيقهم، وما لبثت المدينة أن سقطت في أيديهم رابع صفر سنة 618هـ/1221م، يقول ابن الأثير: ووضعوا السيف في أهلها، فقتل منهم ما يخرج عن الحد والإحصاء، ونهبوا كل ما صلح لهم وما لا يصلح لهم أحرقوه [1]، وكي يتأكد المغول من فناء جميع أهلها أمروا بعض الأسرى المسلمين أن ينادوا في شوارعها بأن المغول قد رحلوا، فلما اطمأن من اختفى من أهلها في الدروب والآجام وخرجوا من مخابئهم قبض المغول عليهم وقتلوهم عن آخرهم ([2]
لقد تعرض شرق الدولة الإسلامية لهذا الغزو المغولي، على هذه الصورة المروعة، ومع ذلك فإن خليفة بغداد الناصر لدين الله لم تبد منه أية محاولة لصده، كما لم يستمع إلى الرسل الذين قدموا إليه من البلاد التي نكبها المغول، وقد حمل موقف الخليفة السلبي من هذه البلاد، وعدم الإسهام في نجدتها بعض المؤرخين على اتهامه بالاتصال بالمغول، وتحريضهم على غزو الدولة الخوارزمية على أن الخليفة الناصر بدأ يشعر بخطر الزحف المغولي عندما رحل المغول عن مدينة مراغة، وقصدوا مدينة إربل، فأثار بعض أمراء المسلمين الخاضعين له، وقد عبر ابن الأثير عما انتاب أهل الموصل من الخوف حين شرع المغول في الزحف على مدينة أربل بقوله: ووصل الخبر إلينا بذلك بالموصل، فخفنا حتى إن بعض الناس هم بالجلاء خوفاً من السيف [3]، وانزعج الخليفة الناصر حين علم بزحف المغول على مدينة إربل، وكان يلي إمارتها حينئذ مظفر الدين كوكبري من قبل خليفة بغداد، فقد خشي الناصر أن يتجه قواد المغول إلى العراق العربي عن طريق دقوقا بدلاً من إربل، بعد أن يكتشفوا وعورة مسالكها، وصعوبة الوصول إليها، لذا بعث برسل تحمل أوامره إلى كل من مظفر الدين كوكبري صاحب إربل، وبدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل، والملك الأشرف موسى صاحب بلاد الجزيرة، يأمرهم بالتوجه إلى مدينة دقوقا في عسكرهم ليصدوا المغول إن هم عدلوا عن إربل إليها، توطئة لاقتحام العراق العربي، فسير بدر الدين بعض فرق جيشه إلى دقوقا، وغادر مظفر الدين إربل في صفر سنة 618هـ1221م مع عساكره وتبعهم جمع كثير من العساكر المتطوعة أما الملك الأشرف فاعتذر عن الحضور بنفسه في عسكره إلى دقوقا بوصول الملك المعظم عيسى بن الملك العادل

[1] مرآة الجنان لليافعي (4/ 37 ـ 38)، عودة الروح صـ208.
[2] الدولة الخوارزمية صـ134 ـ 135 ..
[3] عودة الروح صـ209، الكامل (12/ 155 ـ 156).
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 124
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست