responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 119
صفوف المغول، وبعث مهرة البستانيين من أهلها إلى ((قراقورم))، لتزيينها بمنتزهات على نحو مغاني سمرقند ([1]
كما ألحق مهرة الصناع وبخاصة نساجو الحرير والقطن بخدمة زوجات جنكيز خان وأقربائه كرقيق، وسير بعضهم مع الخان إلى خراسان [2]، وسمح لخمسين ألفاً من السكان بالعودة إلى المدينة بعد أن دفعوا مائة ألف قطعة ذهبية [3]، وقد قدر ابن العبري هذه الفدية بمائتي ألف دينار، قام بجمعها اثنان من كبار رجال سمرقند، وهكذا تم استيلاء المغول على هذه المدينة في أوائل سنة 617هـ/1220م، ووصف ابن الأثير ما أحدثه المغول في المدينة فقال: فلما كان اليوم الرابع نادوا في البلد أن يخرج أهله جميعهم ومن تأخر قتلوه فخرج جميع الرجال والنساء والصبيان، ففعلوا مع أهل سمرقند مثل فعلهم مع أهل بخارى من النهب والقتل والسبي والفساد، ودخلوا البلد فنهبوا ما فيه وأحرقوا الجامع ... ، وافتضوا الأبكار، وعذبوا الناس بأنواع العذاب في طلب المال وقتلوا ما لم يصلح للسبي [4]، ورغم ما حدث من تخريب في هذه المدينة فقد فرض جنكيز خان على أهلها جزية سنوية قدرها ثلاثمائة ألف دينار [5]، ولكي ندرك ما حل بحاضرة بلاد ما وراء النهر إثر الغزو المغولي نورد ما ذكره شانج شون، وهو أسقف صيني صحب جنكيز خان في غزواته وكتب مؤلفاً بالصينية عن هذه الرحالة، فقد ذكر أن مدينة سمرقند كانت قبل اكتساح الدولة الخوارزمية تضم أكثر من مائة ألف أسرة، ولكن بعد استيلاء المغول على هذه المدينة لم يبق فيها سوى ربع عدد سكانها، وذكر أن كثيرين من العمال الصينيين انتشروا في هذه المدينة، ورغم أن الممتلكات ظلت في أيدي المسلمين فإن إدارتها كانت تحت إشراف جيش الاحتلال المغولي [6].
وبعد سقوط عاصمة السلطان محمد، سمرقند، وهروب الشاه الخوارزمي من وجه القوات المغولية، أصبحت أراضي الأسرة الخوارزمية مفتوحة على مصراعيها دون حامٍ ضد قوات جنكيز خان التي أصبحت حرة تسير عبرها طولاً وعرضاً دون أن تجد معارضاً لها، لذلك فلا عجب أن نجد المدن والمقاطعات تتساقط واحدة تلو الأخرى، في أيدي القوات المغولية المنتصرة الزاحفة وما أن قارب فصل ربيع ذلك العام حتى أكمل المغول فتحهم لجميع أراضي السلطان محمد في إقليم ما وراء النهر، من مدينة جند في الشمال إلى بخارى

[1] تاريخ بخارى صـ174، عودة الروح صـ203 ..
[2] عودة الروح صـ203.
[3] الدولة الخوارزمية صـ147.
[4] الكامل في التاريخ (12 ـ 169)، الدولة الخوارزمية صـ147.
[5] الدولة الخوارزمية صـ148.
[6] المصدر نفسه صـ148.
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 119
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست