responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 109
المشكل بالطرق السلمية، وهذا يدل على حكمته وبعد نظره، كما يظهر من خلال الأحداث بأنه كان لخوارزمشاه هيبته عند جنكيز خان فعمل على تدميرها نفسياً وسياسياً وعسكرياً وأخلاقياً، فأرسل ابن كفرج بغرا، وفي صحبته اثنان من المغول، رسلاً من قبله يطلبان تفسيراً وإيضاحاً لما حدث، وبعث معهم رسالة إلى علاء الدين محمد خوارزمشاه يقول فيها: إنك قد أعطبت خطك ويدك بالأمان للتجار،، وألا تتعرض إلى أحد منهم، فغدرت ونكثت، والغدر قبيح، ومن سلطان الإسلام أقبح، فإذا كنت تزعم أن الذي ارتكبه ينال خان كان من غير أمر صدر منك فسلم ينال خان إليَّ لأجازيه على ما فعل، حقناً للدماء، وتسكيناً للدماء، وإلا فأذن بحرب ترخص فيها غوالي الأرواح، وتتعضد معها عوامل الرماح [1] , وبلغ من استياء علاء الدين محمد من هذه الرسالة أن أمر بقتل ابن كفرج بغرا، أما الرسولان اللذان صحباه، فقد أطلق سراحهما، وسمح لهما بالعودة إلى الخان ليرويا له ما حدث [2]، ولما وصل نبأ العدوان إلى جنكيز خان قال غاضباً: لا تجتمع شمسان في سماء واحدة ولا يجوز أن يبقى خاقانان على أرض واحدة، وأرسل إلى خوارزمشاه رسالة مقتضبة تنذره بسوء عاقبة ما فعل (أنت الذي اخترت الحرب، ولا مرد للقدر، وأننا نجهل العاقبة، وعلمها عند الله [3].
وهكذا نجد أن علاء الدين محمد خوارزمشاه قد حدد بهذه السياسة غير الرشيدة، موقف المغول تجاه الخوارزميين، ولم يتح لهم أي مجال للبحث على أمل للعيش معهم في سلام، ولم يترك أمامهم إلا سبيلاً واحدة هي الحرب [4]، ويؤكد برو أن مسئولية علاء الدين عن خطر الغزو المغولي الذي تعرض له المسلمون بقوله: والرأي السائد أنه لم يكن هناك ما يحول دون وقوع غارة المغول، ولكنها من غير شك سهلت ويسرت حدوثها بواسطة ما عرف عن ملك خوارزم علاء الدين محمد من طمع وخيانة وتردد، وأما خيانته فظاهرة، لأنه أقدم على قتل رسل المغول وتجارهم، فأعطى بذلك لجنكيز خان الحجة الدامغة لتبرير الهجوم عليه، كذلك من أنهم عند أول صدمة تلقاها من المغول أسرع إلى إظهار الفزع والخوف بدل ما كان يبديه من غطرسة وتحدٍ [5]. ولم يكن إقدام علاء الدين محمد على قتل تجار ورسل المغول هو العامل الوحيد الذي أثار المغول وشجعهم على غزو الأقطار الشرقية للدولة الإسلامية، بل أن قضاء

[1] مختصر تاريخ العرب، سيد أمير صـ343 عودة روح الخلافةصـ187.
[2] تاريخ الخلفاء صـ169 للسيوطي، عودة روح الخلافة صـ188.
[3] هارلود لام، جنكيز خان صـ97، عودة روح الخلافة صـ188.
[4] عودة روح الخلافة صـ188.
[5] تاريخ الأدب في إيران صـ556 ـ 557.
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 109
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست