responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 106
كان مدلولها يحتوي على ازدراء شأن الأمير الخوارزمي أو على إطراء له وملاطفة، فإن الذي حدث هو أن علاء الدين خوارزمشاه أظهر استياءه منها، وبيت نية العدوان على جنكيز خان، واستدعى أحد رسله وهو محمود الخوارزمي، وانفرد به دون سائرهم، ووعده بالإحسان إن صدقه فيما يسأله، وأعطاه من معضدته جوهرة نفيسة علامة الوفاء بما وعد، وشرط عليه أن يكون عيناً له على جنكيز خان، فأجابه إلى ما سأل رغبة ورهبة ([1]
ثم بدأ يستخبره عن حقيقة ما جاء في رسالة جنكيز خان إليه، فلما صدقه الجواب غضب الأمير الخوارزمي وعاد يسأل عن عدد عسكر جنكيز خان في حدة هنا أعرض الرسول عن الإجابة الصحيحة إبقاء على حياته وطلباً للسلامة، ورد في حذق وكياسة: ليس عسكره بالنسبة إلى هذه الأمم والجيش العرمرم إلا كفارس في خيل، أو دخان في جنح ليل، ولكن علاء الدين خوارزمشاه عرف رغم هذه الإجابة، حقيقة موقفه، فصرف الرسل لما طلبوه من الموادعة والموافقة على تردد التجار بين البلدين [2].
4 ـ تردد التجار بين الطرفين ومقتل تجار المغول: على إثر توقيع هذا الاتفاق التجاري حمل جنكيز خان بحزم على تأمين التجارة بين شرق آسيا، حيث ممتلكاته وغربها، حيث دولة خوارزم وما يليها غرباً، وسعى جاداً لتوسيع نطاقها، وتأمين طرقها من قطاع الطرق، وتزويد المسالك الرئيسية بحراس سماهم ابن العبري ((قراقجية)) ـ أي مستحفظين ـ لخفر التجار وصيانتها أثناء مرورها بها، وأصدر أوامره إلى هؤلاء المستحفظين بمرافقة كل أجنبي يحمل تجارة حتى يوصلوه إلى معسكرات المغول [3]. لقد حرص جنكيز خان على البعد الاقتصادي وبناء قوة اقتصادية سارت التجارة بين شرق آسيا وغربها بنظام تام، وحدث في هذا العام أن وصلت إلى بلاد جنكيز خان قافلة تجارية قوامها ثلاثة من أهل بخارى يحملون بضائعهم من الثياب المذهبة والكرباس [4]، وغيرها مما يليق بخانات المغول، وكان عند أحدهم ويدعى أحمد، ثوب رآه المستحفظون يليق بمقام جنكيز خان نفسه، لذا قادوهم إلى بلاطه، فلما مثل أحمد بين يديه طلب ثمناً باهظاً لبضاعته التي تعلق بها جنكيز خان، الأمر

[1] سيرة السلطان جلال الدين صـ 84، 85 ..
[2] تاريخ الحلفاء للسيوطي صـ469، عودة الروح للخلافة صـ182.
[3] سيرة السلطان صـ85، عودة الروح للخلافة صـ183.
[4] الكرباس: لفظ فارسي معرب، معناه الثوب الخشن.
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 106
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست