responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 104
هدفهم في الاستيلاء على بغداد عاصمة الخلافة العباسية، وإسقاط الخليفة العباسي الناصر لدين الله، إذا هبت على جيوشهم عند أسد آباد الذي تقع غربي همذان عواصف ثلجية عنيفة أهلكت أعداداً كبيرة من الجند والدواب والمؤن، وأطمعت فيهم الأكراد من ساكني إقليم الجبال المجاور، فلم يجد السلطان الخوارزمي مناصاً من العودة من العودة إلى بلاده [1].

ثالثاً: أسباب الغزو المغولي للخوارزميين:
فكر جنكيز خان في أن أفضل طريقة لإسقاط الخلافة العباسية في العراق هي التمركز أولاً في منطقة أفغانستان وأوزبكستان، لأن المسافة ضخمة بين الصين والعراق، ولابد من وجود قواعد إمداد ثابتة للجيوش المغولية في منطقة متوسطة بين العراق والصين، كما أن هذه المنطقة التي تعرف بالقوقاز غنية بثرواتها الزراعية والاقتصادية، وكانت من حواضر الإسلام المشهورة وكنوزها كثيرة، وأموالها وفيرة، هذا بالإضافة لا يستطيع ـ تكتيكياً ـ أن يحارب العراق وفي ظهره شعوب مسلمة تحاربه أو تقطع عليه خطوط الإمداد، كل هذه العوامل جعلت جنكيز خان يفكر أولاً في خوض حروب متتالية مع هذه المنطقة الشرقية من الدولة الإسلامية، والتي تعرف في ذلك الوقت بالدولة الخوارزمية، وكانت تضم بين طياتها عدة أقاليم إسلامية هامة مثل أفغانستان وأوزبكستان والتركمنستان وكازاخستان وطاجكستان وباكستان وأجزاء من إيران، وكانت عاصمة هذه الدولة الشاسعة هي مدينة أوجندة في تركمنستان حالياً، وكان جنكيز خان في شبه اتفاق مع ملك خوارزم ((محمد بن خوارزم شاه)) على حسن الجوار، ومع ذلك فلم يكن جنكيز خان من أولئك الذين يهتمون بعقودهم، أو يحترمون اتفاقياتهم، ولكنه عقد هذا الاتفاق مع ملك خوارزم ليؤمن ظهره إلى أن يستتب له الأمن في شرق آسيا، وأما وقد استقرت الأوضاع في منطقة الصين ومنغوليا، فقد حان وقت التوسع غرباً في أملاك الدولة الإسلامية [2]، وحتى تكون الحرب مقنعة لكل الطرفين، لابد من وجود سبب يدعو إلى الحرب، وإلى الادعاء بأن الاتفاقيات لم تعد سارية، وقد بحث جنكيز خان عن سبب مناسب [3]. وانتظر حتى جاء ذلك السبب الرئيسي سيأتي الحديث عنه بإذن الله، ولكن ثمة أسباب خفية كانت هي البواعث لهذا الغزو، من أهمها:

[1] المصدر نفسه صـ.
[2] تاريخ الدولة المغولية في إيران صـ50.
[3] قصة التتار د. راغب السرجاني صـ22.
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 104
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست