responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ شبه الجزيرة العربية في عصورها القديمة نویسنده : عبد العزيز صالح    جلد : 1  صفحه : 145
إليه. وتعهد زيد إيل بالوفاء في موعد معلوم كما وعد برصد جانب من ثروته لبعض المعابد المصرية.
وأخذ اللحيانيون في عقائدهم بتعدد المعبودات مثل غوث واللات وبعل سمين وذي غابة وسلمان وكاتب أو سافر. ومن نصوصهم الطريفة نص ذكر أن معبودهم بعل سمين، أي: بعل السماء أو سيدها، حرم أن ترتقي النساء صخرة عالية قام عليها معبده أو قام بجوارها. وإن كانوا في الوقت نفسه قد سمحوا بوجود الكاهنات أفكلت في بعض المعابد، إلى جانب الكهنة أفكل الرجال. وكان لهم معبد حجري واسع توسط منطقة الخريبة المجاورة لواحة العلا ولازالت أطلاله باقية.
واستمر اللحيانيون في طريقهم الحضاري حتى امتد نفوذ الأنباط إلى أرضهم وسيطروا عليها بعد أن ضعف شأن اللحيانيين وحلفائهم المعينيين في حمايتها، خلال القرن الأول قبل الميلاد.

ثانيًا: دولة الأنباط
كانت دولة الأنباط أكثر اتصالًا ببادية جنوب الشام منها بشبه الجزيرة العربية، حيث قامت كبرى عواصمهم في بترا أو البتراء في شرق الأردن، شأنهم في ذلك شأن الإدوميين الذين سبقوهم في هذه العاصمة نفسها. ولكننا نتناول طرفًا من تاريخ الأنباط هنا، مع تاريخ شبه الجزيرة العربية بناء على ثلاثة اعتبارات، وهي: غلبة الأسماء العربية بينهم، وامتداد نفوذهم التجاري والسياسي والحضاري في شمال الحجاز. ثم ضخامة الآثار التي تركوها في مدائن صالح. ومغاير شعيب.
كان الأنباط كما قدمنا قبائل عربية الأصل غلبت عليها في مراحل نشأتها حياة البداوة وحرفة الرعي، وانتشرت بطونها بين جنوب بادية الشام وبين شمال غرب شبه الجزيرة العربية. ووصف المؤرخ ديودور الصقلي حال الأنباط الأوائل في هذه المرحلة فيما قرأه أو سمعه عمن سبقوه بأنهم كانوا بدوًا رعاة لا يعرفون الزراعة ولا يشربون الخمر، وأرضهم أغلبها صخرية وعرة توجد بها بحيرة ملحة تصدر عنها أبخرة حارة وتصعب الإقامة بجوارها، ولكن توجد معها أراض أخرى كثيرة الأشجار والنخيل.
وشجع انتشار الأنباط حول طرق التجارة البرية الرئيسية على أن يتطلعوا

نام کتاب : تاريخ شبه الجزيرة العربية في عصورها القديمة نویسنده : عبد العزيز صالح    جلد : 1  صفحه : 145
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست