responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 79
المبحث الثاني
منهج عثمان بن عفان في الحكم
عندما بويع عثمان - رضي الله عنه - بالخلافة قام في الناس خطيبا فأعلن عن منهجه السياسي، مبينا أنه سيتقيد بالكتاب والسنة وسيرة الشيخين، كما أشار في خطبته إلى أنه سيسوس الناس بالحلم والحكمة إلا فيما استوجبوه من الحدود، ثم حذرهم من الركون إلى الدنيا والافتتان بحطامها؛ خوفا من التنافس والتباغض والتحاسد بينهم، مما يفضي بالأمة إلى الفرقة والخلاف. وكان عثمان - رضي الله عنه - ينظر وراء الحجب ببصيرته النفاذة إلى ما سيحدث في هذه الأمة من الفتن بسبب الأهواء وتهالك الناس بعدما بويع [1] فقال:
(أما بعد، فإني كلفت وقد قبلت، ألا وإني متبع ولست بمبتدع، ألا وإن لكم عليَّ بعد كتاب الله وسنة نبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثلاثا: اتباع من كان قبلي فيما اجتمعتم عليه وسننتم، وسن أهل الخير فيما تسنوا عن ملأ، والكف عنكم إلا فيما استوجبتم العقوبة. وإن الدنيا خضرة وقد شهيت إلى الناس ومال إليها كثير منهم، فلا تركنوا إلى الدنيا ولا تثقوا بها فإنها ليست بثقة، واعلموا أنها غير تاركة إلا من تركها) [2].
وأما قول بعض الناس بأن عثمان لما خطب أول خطبة ارتج عليه فلم يدر ما يقول حتى قال: أيها الناس، إن أول مركب صعب وإن أعش فستأتيكم الخطبة على وجهها، فهو شيء يذكره صاحب العقد [3] , وغيره من يذكر طرف الفوائد، وأن إسناده غير صحيح [4].
أولاً: كُتُب عثمان إلى عماله وولاته وأمراء الجند وعامة الناس:
أقر عثمان - رضي الله عنه - عمال عمر، فلم يعزل منهم أحدا عاما كاملا أخذا بوصية

[1] تحقيق مواقف الصحابة في الفتنة (1/ 392).
[2] تاريخ الطبري (5/ 443).
[3] المراد ابن عبد ربه الأندلسي، صاحب كتاب (العقد الفريد)، وهو كتاب في طرق الأخبار والحكايات والنوادر، ولا يهتم بسند الخبر أو صحته.
[4] خلافة عثمان بن عفان، د. السلمي، ص34، 35، والخبر من طريق الواقدي وهو متروك.
نام کتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 79
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست