responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 48
8 - إن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عهد إليَّ عهدا وإني صابر نفسي عليه:
عن أبي سهلة، عن عائشة قالت: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «ادعوا لي بعض أصحابي» قلت: أبو بكر؟ قال: «لا»، قلت: عثمان؟ قال: «نعم»، فلما جاء قال: «تنحَّ»، فجعل يساره [1] , ولون عثمان يتغير، فلما كان يوم الدار وحصر قلنا: يا أمير المؤمنين، ألا تقاتل؟ قال: لا، إن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عهد إليَّ عهدا وإني صابر نفسي عليه [2]. وهذا الحديث يبين شدة محبة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لعثمان - رضي الله عنه - وحرصه على مصالح الأمة بعده، فقد أخبره بأشياء تتعلق بهذه الفتنة التي ستنتهي بقتله، وحرص عليه الصلاة والسلام على سريتها، حتى إنه لم يصل إلينا منها إلا ما صرح به عثمان - رضي الله عنه - أثناء الفتنة لما قيل له: ألا تقاتل؟ فقد قال: لا، إن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عهد إليَّ عهدا، وإني صابر عليه [3]. ويظهر من قوله هذا، أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قد أرشده إلى الموقف الصحيح عند اشتعال الفتنة، وذلك أخذا منه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بحجز الفتنة أن تنطلق، وفي بعض الروايات زيادة تكشف عن بعض مكنون هذه المسارَّة، فقد جاء فيها أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال له: «وإن سألوك أن تنخلع من قميص قمَّصك الله -عز وجل- فلا تفعل» [4]. ومضمون هذا العهد الذي ذكره عثمان - رضي الله عنه - يتعلق بالفتنة والوصية بالصبر فيها وعدم الخلع، وإن كان يفهم من هذه الأحاديث بأنه سيكون خليفة يومًا ما.
ويبدو أن هناك وصايا وإرشادات تتعلق بهذه الفتنة، انفرد بمعرفتها عثمان - رضي الله عنه - محافظة من النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على السرية فيها، ومما يبين ذلك أنه أمر عائشة -رضي الله عنها- بالانصراف [5] عندما أراد الإسرار بها لعثمان - رضي الله عنه -، كما أسر إليه إسرارا رغم خلو المكان من غيرهما حتى تغير لونه، مما يدل على عظم المسرِّ به. وربط عائشة -رضي الله عنها- الإسرار بالفتنة دليل واضح على أن هذه المسارة كانت حول الفتنة التي قتل فيها، كما أن الإسرار تضمن توجيهات منه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى عثمان ليقف الموقف الصحيح عند عرض الخلع، وأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لم يقتصر على الإخبار بوقوع الفتنة، فقد أخبر بذلك في أحاديث كثيرة كما تقدم، فإسراره يدل على أن الأسرار

[1] من المسارة مفاعلة، من السر أي المناجاة.
[2] فضائل الصحابة (1/ 506)، إسناده صحيح.
[3] فضائل الصحابة (1/ 506) إسناده صحيح.
[4] فضائل الصحابة (1/ 613) إسناد صحيح، الطبقات (3/ 67،66).
[5] فقد قال لها النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (تنحَّ)، ومعنى التنحي الانصراف، الفيروز آبادي، القاموس المحيط (4/ 396)، لسان العرب (15/ 311).
نام کتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 48
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست