responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 379
قال: من يوسع لنا البيت في المسجد ببيت له في الجنة، فابتعته من مالي فوسعت به المسجد، فانتشد له رجال، ثم قال: أنشد الله من شهد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يوم جيش العسرة قال: من ينفق اليوم نفقة متقبلة؟ فجهزت نصف الجيش من مالي، فانتشد له رجال، ثم قال: أنشد الله من شهد رومة يباع ماؤها ابن السبيل فابتعتها من مالي فأبحتها ابن السبيل، قال: فانتشد له رجال [1].
وعن أبي ثور الفهمي يقول: قدمت على عثمان، فبينا أنا عنده فخرجت فإذا بوفد أهل مصر قد رجعوا، فدخلت على عثمان فأعلمته، قال: فكيف رأيتهم؟ فقلت: رأيت في وجوههم الشر، وعليهم ابن عديس البلوي، فصعد ابن عديس منبر رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فصلى بهم الجمعة، وتنقص عثمان في خطبته، فدخلت على عثمان فأخبرته بما قال فيهم، فقال: كذب والله ابن عديس، ولولا ما ذكر ما ذكرت، إني رابع أربعة في الإسلام، ولقد أنكحني رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ابنته، ثم توفيت, فأنكحني ابنته الأخرى، ولا زنيت ولا سرقت في جاهلية ولا إسلام، ولا تغنيت ولا تمنيت منذ أسلمت، ولا مسست فرجي بيميني منذ بايعت بها رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ولقد جمعت القرآن على عهد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - , ولا أتت عليَّ جمعة إلا وأنا أعتق فيها رقبة منذ أسلمت إلا أن لا أجدها في تلك الجمعة، فأجمعها في الجمعة الثانية [2].
ولما رأى عثمان - رضي الله عنه - إصرار المتمردين على قتله حذرهم من ذلك ومن مغبته فاطلع عليهم من كوة [3] وقال لهم: أيها الناس، لا تقتلوني واستعتبوني، فوالله لئن قتلتموني لا تقاتلوا جميعا أبدا، ولا تجاهدوا عدوا أبدا، لتختلفن حتى تصيروا هكذا، وشبك بين أصابعه [4]. وفي رواية أنه قال: أيها الناس، لا تقتلوني، فإني والٍ وأخ مسلم، فوالله إن أردت إلا الإصلاح ما استطعت، أصبت أو أخطأت، وإنكم إن تقتلوني لا تصلوا جميعا أبدا، ولا تغزوا جميعا أبدا، ولا يقسم فيئكم بينكم [5]. وقال أيضا: فوالله لئن قتلوني لا يحابون بعدي أبدا، ولا يقاتلون بعدي أبدا [6]. وقد تحقق ما حذرهم منه؛ فبعد قتله وقع كل ما قاله - رضي الله عنه -، وفي ذلك يقول الحسن البصري:

[1] المسند (1/ 59)، وقال أحمد شاكر (420): إسناده صحيح.
[2] المعرفة والتاريخ (2/ 488)، خلافة عثمان بن عفان للسلمي، ص91.
[3] الكوة: الخرق في الحائط.
[4] الطبقات (3/ 71)، تاريخ ابن خياط، ص171، إسناده صحيح.
[5] الطبقات (3/ 67، 68) فتنة مقتل عثمان (1/ 156).
[6] تاريخ ابن خياط، ص171، فتنة مقتل عثمان، (1/ 157) إسناده حسن.
نام کتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 379
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست