responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 377
إن الاستجابة لمطالب المتمردين، وهم فئة قليلة من الأمة ليسوا من أهل الحل والعقد، ولا من رجالات الإسلام وفقهاء الشريعة، ستكون لها آثار خطيرة على مسيرة الأمة، وهيبة الخلافة وعلاقة الراعي بالرعية، وكان ثمن دفع هذه الآثار السيئة أن دفع الخليفة حياته، وهو يعلم بمصيره ويستسلم له, وهو أمر ثقيل على النفس، ولكنه قدم مصالح الأمة على مصلحته الشخصية، مما يكشف عن قوة وعزيمة، وشجاعة ومضاء، ويرد به على تلك التهم التي وجهت إليه من ضعف في هذه الصفات، فإنه - رضي الله عنه - كان قادرا - بإذن الله - على كبح الفتنة، ولكنه قدر حدوث مفاسد تغلب على مصلحة كبحها، فأعرض عن ذلك درءا لها، وبذلك يعلم خطأ العقاد عندما قال بأن قتل عثمان لا يوصف بأكثر من أنه (مشاغبة دهماء) لم تجد من يكبحها [1]. فإن في ذلك غمزا في شخصية وشجاعة عثمان - رضي الله عنه -، وهي حقا فتنة دهماء، ولكن عدم كبحها يعد منقبة لعثمان - رضي الله عنه -، لما فيه من تضحية في سبيل الله رجاء تحصيل مصلحة للأمة، وعملا بوصية رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - [2].
2 - توعد المحاصرين له بالقتل:
وبينما كان عثمان - رضي الله عنه - في داره، والقوم أمام الدار محاصروها دخل ذات يوم مدخل الدار، فسمع توعد المحاصرين له بالقتل، فخرج من المدخل ودخل على من معه في الدار ولونه ممتقع، فقال: إنهم ليتوعدونني بالقتل آنفا، فقالوا له: يكفيكم الله يا أمير المؤمنين، فقال: ولِمَ يقتلونني وقد سمعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: «لا يحل دم امرئ مسلم إلا في إحدى ثلاث: رجل كفر بعد إيمانه، أو زنى بعد إحصانه، أو قتل نفسا بغير نفس»؟ فوالله ما زنيت في جاهلية ولا في إسلام قط، ولا تمنيت أن لي بديني بدلا منذ هداني الله، ولا قتلت نفسا، ففيم يقتلونني؟! [3] ثم أشرف على المحاصرين وحاول تهدئة ثورتهم عن خروجهم على إمامهم، مضمنا كلامه الرد على ما عابوه به، وكشف الحقائق التي لبَّسها القوم، عسى أن يفيق المغرور بهم ويعودوا إلى رشدهم، فطلب من المحاصرين أن يخرجوا له رجلا يكلمه، فأخرجوا له شابا يقال له: صعصعة بن صوحان، فطلب عثمان - رضي الله عنه - أن يبين له ما نقموه عليه [4].

[1] ذو النورين عثمان بن عفان، ص122.
[2] فتنة مقتل عثمان (1/ 149).
[3] المسند (1/ 63)، وقال أحمد شاكر (452): إسناده صحيح.
[4] فتنة مقتل عثمان (1/ 150).
نام کتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 377
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست