responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 316
أنفسهم، فوالله ما زال مسلولا إلى يوم الناس هذا، وأيم الله، إني لأراه سيفا مسلولا إلى يوم القيامة [1].
وأما بلوغ أولاد المسلمين من السبايا فيتمثل فيما آل إليه أمر هؤلاء من الدعة والترف، وكان أول منكر ظهر بالمدينة حين فاضت الدنيا وانتهى وسع الناس لطيران الحمام والرمي على الجلاهقات [2]، فاستعمل عليها عثمان رجلا من بني ليث سنة ثمان [3] فقضَّضها وكسر الجلاهقات [4]. وحدث بين الناس النشو بتناولهم النبيذ، فأرسل عثمان رجلا يطوف عليهم بالعصا ليمنعهم من ذلك، وعندما اشتد ذلك شكاهم عثمان إلى الناس، فأجمعوا على أن يجلدوا في النبيذ، فأخذ نفر منهم فجلدوا، ثم جعل عثمان لا يأخذ أحدا على شر أو شهر سلاحا إلا نفاه من المدينة، فضج آباؤهم من ذلك [5]. وقام عثمان في المدينة فقال: «إن الناس تبلغني عنهم هنات وهنات، وإني لا أكون أول من فتح بابها ولا أدار راحتها (أي الفتنة)، ألا وإني زام نفسي بزمام, وملجمها بلجام، فأقودها بزمامها وأكبعها [6] بلجامها، ومنا ولكم طرف الحبل، فمن اتبعني حملته على الأمر الذي يعرف، ومن لم يتبعني فمن خلف منه وعزاء منه، ألا وإن لكل نفس يوم القيامة سائقا وشهيدا؛ سائق يسوقها على أمر الله وشاهد يشهد عليها بعملها، فمن كان يريد الله بشيء فليبشر ومن كان يريد الدنيا فقد خسر» [7]. وهكذا لما قام عثمان الرجل التقي والخليفة الراشد بواجبه، وكانت إجراءاته تعزيرية تجاه أبناء الأغنياء الذين بدأوا نوعا من حياة الترف وفساد الأخلاق، انضم أولئك المنحرفون إلى صف الناقمين من الرعاع.
وبالنسبة لقراءة الأعراب والأعاجم القرآن، فيظهر في شكل واضح في تكوين طبقة في المجتمع المسلم تتعلم القرآن لا رغبة في الثواب، وإنما

[1] البداية والنهاية (7/ 224).
[2] قوس البندق الذي يرمى به.
[3] أي في السنة الثامنة من خلافته.
[4] تاريخ الطبري (5/ 415).
[5] تاريخ الطبري (5/ 416).
[6] أي من الكبع، وهو المنع.
[7] تحقيق مواقف الصحابة في الفتنة (1/ 361).
نام کتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 316
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست