responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 29
المبحث الثالث
ملازمته للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في المدينة
إن الرافد القوي الذي أثر في شخصية عثمان - رضي الله عنه - وصقل مواهبه وفجر طاقته، وهذب نفسه هو مصاحبته لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وتتلمذه على يديه في مدرسة النبوة، ذلك أن عثمان - رضي الله عنه - لازم الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في مكة بعد إسلامه كما لازمه في المدينة بعد هجرته؛ فقد نظم عثمان نفسه, وحرص على التلمذة في حلقات مدرسة النبوة في فروع شتى من المعارف والعلوم على يدي معلم البشرية وهاديها الذي أدبه ربه فأحسن تأديبه، فحرص على تعلم القرآن الكريم والسنة المطهرة من سيد الخلق أجمعين.
وهذا عثمان يحدثنا عن ملازمته لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فيقول: إن الله -عز وجل- بعث محمدا بالحق وأنزل عليه الكتاب، فكنت ممن استجاب لله ولرسوله وآمن، فهاجرت الهجرتين الأوليين، ونلت صهر رسول الله، ورأيت هديه [1]. لقد تربى عثمان - رضي الله عنه - على المنهج القرآني، وكان المربي له رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وكانت نقطة البدء في تربية عثمان هي لقاءه برسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فحدث له تحول غريب واهتداء مفاجئ بمجرد اتصاله بالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فخرج من دائرة الظلام إلى دائرة النور، واكتسب الإيمان وطرح الكفر، وقوى على تحمل الشدائد والمصائب في سبيل الإسلام وعقيدته السمحة. كانت شخصية رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تملك قوى الجذب والتأثير على الآخرين، فقد صنعه الله على عينه، وجعله أكمل صورة لبشر في تاريخ الأرض، والعظمة دائما تحب وتحاط من الناس بالإعجاب، ويلتف حولها المعجبون ويلتصقون بها التصاقا بدافع الإعجاب والحب، ولكن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يضيف إلى عظمته تلك أنه رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - متلقي الوحي من الله، ومبلغه إلى الناس، وذلك بُعْد آخر له أثره في تكييف مشاعر ذلك المؤمن تجاهه، فهو لا يحبه لذاته فقط كما يحب العظماء من الناس، ولكن أيضا لتلك النفخة الربانية التي تشمله من عند الله، فهو معه في حضرة الوحي الإلهي المكرم، ومن ثم يلتقي في شخص الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - البشر العظيم والرسول العظيم، ثم يصبحان شيئا واحدا في النهاية، غير متميز البداية ولا النهاية، حب عميق شامل للرسول البشر أو للبشر

[1] فضائل الصحابة لأبي عبد الله أحمد بن حنبل (1/ 597)، إسناده صحيح.
نام کتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 29
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست