responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 25
حيث قال: لو طهرت قلوبنا لما شبعت من كلام الله عز وجل [1]. وقال: إني لأكره أن يأتي عليَّ يوم لا أنظر فيه إلى عهد الله [2] (يعني المصحف). وقال: حُبب إليَّ من الدنيا ثلاث: إشباع الجيعان، وكسوة العريان، وتلاوة القرآن [3].
وقال: أربعة ظاهرهن فضيلة وباطنهن فريضة: مخالطة الصالحين فضيلة والاقتداء بهم فريضة، وتلاوة القرآن فضيلة والعمل به فريضة، وزيارة القبور فضيلة والاستعداد للموت فريضة، وعيادة المريض فضيلة واتخاذ الوصية منه فريضة [4]. وقال - رضي الله عنه -: أضيع الأشياء عشرة: عالم لا يُسْأل عنه، وعلم لا يعمل به، ورأي صواب لا يقبل، وسلاح لا يستعمل، ومسجد لا يصلى فيه، ومصحف لا يقرأ فيه، ومال لا ينفق منه، وخيل لا تُرْكب، وعلم الزهد في بطن من يريد الدنيا، وعمر طويل لا يتزود صاحبه فيه لسفره [5]. وكان - رضي الله عنه - حافظا لكتاب الله، وكان حجره لا يكاد يفارق المصحف، فقيل له في ذلك فقال: إنه مبارك جاء به مبارك [6]. وما مات عثمان حتى خرق مصحفه من كثرة ما يديم [7] النظر فيه. وقالت امرأة عثمان يوم الدار: اقتلوه أو دعوه، فوالله لقد كان يحيي الليل بالقرآن في ركعة [8] , وقد ذكر عنه أنه قرأ القرآن ليلة في ركعة لم يصل غيرها [9] , وقد تحقق فيه قول الله تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا
يَحْذَرُ الآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الألْبَابِ} [الزمر: [9]].
لقد تشرب عثمان - رضي الله عنه - بالمنهج القرآني وتتلمذ على يدي رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وعرف من خلال القرآن الكريم من هو الإله الذي يجب أن يعبده، وكان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يغرس في نفسه معاني تلك الآيات العظيمة، فقد حرص - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن يربي أصحابه على التصور الصحيح عن ربهم وعن حقه عليهم، مدركا أن هذا التصور سيورث التصديق واليقين عندما تصفى النفوس وتستقيم الفطرة، فأصبحت نظرة ذي النورين إلى الله عز وجل،

[1] الفتاوى (11/ 122)، البداية والنهاية (7/ 225).
[2] البداية والنهاية (7/ 225)، فرائد الكلام، ص 275.
[3] إرشاد العباد للاستعداد ليوم المعاد، ص 88.
[4] المصدر نفسه، ص90، فرائد الكلام، ص278.
[5] إرشاد العباد، ص91، فرائد الكلام، ص278.
[6] البيان والتبيان في مقتل الشهيد عثمان، (3/ 177)، فرائد الكلام، ص273.
[7] يديم: يطيل، البداية والنهاية (7/ 225).
[8] البداية والنهاية (7/ 225).
[9] الخلافة الراشدة والدولة الأموية، ص397.
نام کتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 25
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست