responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 106
قد شهدنا طعاما لوددنا أنا لم نشهده، قال: لِمَ؟ قال: إني أخاف أن يكون صنع مباهاة [1]. فهذا فقه من عثمان - رضي الله عنه - بمجالات السخاء الإسلامي؛ فالسخاء في الإسلام لا يكون بالتفاخر بالكرم والتباهي بنوع الطعام أو كثرته، وإنما يكون ببذل المال من غير إسراف ولا خيلاء، مع شكر المنعم -جل وعلا- والتواضع للناس. وهذه النظرة من عثمان تعتبر من التزهيد بالجاه الدنيوي، وهذا يدل على أنه كان من الزاهدين في ذلك [2]. ومن زهد عثمان - رضي الله عنه - وتواضعه ما أخرجه الإمام أحمد من حديث ميمون بن مهران قال: أخبرني الهمداني أنه رأى عثمان بن عفان عليه بغلة وخلفه غلامه نائل وهو خليفة [3]. وكذلك ما أخرجه من حديث الهمداني قال: رأيت عثمان نائما في المسجد في ملحفة ليس حوله أحد وهو أمير المؤمنين [4]. كما أخرج من حديث شرحبيل بن مسلم أن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - كان يطعم الناس طعام الإمارة، ويدخل إلى بيته فيأكل الخل والزيت [5].
فهذه أمثلة جليلة من زهد أمير المؤمنين عثمان - رضي الله عنه -، وحينما يكون الزاهد متوسطا في المعيشة فإن زهده لا يلفت النظر كثيرا ولا يثير العجب، ولكن حينما يكون غنيا فإن زهده يكون مدهشا للمتأملين وعبرة للمعتبرين؛ ذلك لأن كثرة المال تغري بالانصراف نحو الملذات والتوسع في النفقات، فلا بد ليكون الغني زاهدا من استيعابه لفقه القدوم على الله حتى يكون مهيمنا على نفسه مذكرا لقلبه، فتكبر الآخرة في عينه وتصغر الدنيا في نفسه، وهكذا كان عثمان - رضي الله عنه - الذي كان من أعظم الأثرياء في الإسلام، قد غلبت قوة إيمانه شهوته وهواه فكان من أعظم الزاهدين، وضرب من نفسه مثلا لجميع الأغنياء بإمكان الجمع بين الغنى والزهد في الدنيا [6].
سادس عشر: الشكر:
كان عثمان - رضي الله عنه - كثير الشكر لله تعالى باللسان والجنان والأركان، دعى ذات

[1] الزهد للإمام أحمد، ص126.
[2] التاريخ الإسلامي (17، 18/ 48).
[3] الزهد، ص127.
[4] الزهد، ص127.
[5] المصدر نفسه، ص129.
[6] التاريخ الإسلامي (17، 18/ 49). .
نام کتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 106
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست