responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 557
إلى كنغري الواقعة في جنوب بافلاجونيا كي يسلكوا الطريق الرئيسي المؤدي إلى أماسية ونيكسار, وحتى يعرقل التقدم الصليبي، اتَّبع أسلوب البدو بتخريب البلاد أثناء انسحابه وحرق كل ما يمكن أن يستفيد الصليبيون منه وبخاصة مواد التموين وفي الوقت نفسه، أخذت القوى التركية تتجمَّع في تحالف جديد لمواجهة الخطر الصليبي، فبادر كمشتكين أحمد الدانشمند بتجديد تحالفه مع قلج أرسلان، كما حثَّ رضوان صاحب حلب على أن يرسل عدداً من الجنود [1].
وصل الصليبيون إلى كنغري فألفوا الأتراك فيها بكامل قوتهم، واستعصت عليهم المدينة لمناعتها، فاضطروا إلى متابعة سيرهم بعد أن نهبوا القرى المجاورة لكن التعب بدأ يظهر عليهم بسبب النقص في المؤن، وشدة الحرارة، ومضايقة الأتراك, واقترح ريموند - حتى يجنِّب الجيش الدمار المخيف- أن يتوجه صوب الشمال الشرقي إلى قسطموني، ومنها إلى إحدى المدن البيزنطية على ساحل البحر الأسود, على أن الرحلة إلى قسطموني كانت بطيئة وشاقة بسبب نفاد المؤن وتدمير الأتراك للمحاصيل الزراعية، وردمهم للآبار، وتعرض الصليبيون لهجوم تركي مفاجئ فتفرقوّا لا يلوون على شيء قبل أن يعيد ريموند لمَّ شعثهم, ولما وصلوا إلى أطراف قسطموني، كان على ريموند أن يشق طريقاً بين الجموع التركية إلى الساحل، على أن اللمباردين أصُّروا مجدداً على التوجه إلى الشرق، ونزل باقي الأطراف على رأيهم مرغمين [2].
واجتاز الجيش الصليبي نهر هاليس إلى بلاد الدانشمدين ووصل أفراده إلى مدينة مرسيفان الواقعة في منتصف الطريق بين النهر وأماسية [3]. وعندما أدرك الأتراك أن القوة الصليبية أصبحت منهكة تقدموا نحوها واصطدموا بها، ولم يمض وقت طويل حتى تضعضع الصليبيون وفرُّوا من أرض المعركة تحت ضغط القتال مخلفين وراءهم نساءهم ورهبانهم, ولجأ ريموند إلى تل صغير احتمى به إلى أن أنجده الفرنسيون والألمان، ثم هرب خلال الليل بعدما يئس من إحراز أي نصر، وترك وراءه المعسكر الصليبي ومن كان به من غير
المحاربين ليقع غنيمة في أيدي الأتراك [4]. تلت المعركة عملية مطاردة لم ينج منها إلا الفرسان، وبلغت خسائر الصليبيين أربعة أخماس الجيش [5]، واستولى الأتراك على
كميات كبيرة من الأسلحة، وغنموا كثيراً من الأسرى بيعوا رقيقاً, ولم يلبث ريموند أن وصل إلى بافرا، الميناء البيزنطي الصغير على البحر الأسود قرب سينوب، وأقلته من هناك سفينة

[1] الحروب الصليبية, رنسيمان (2/ 43).
[2] تاريخ سلاجقة الروم في آسيا الصغرى، ص 98.
[3] المصدر نفسه، ص 98.
[4] المصدر نفسه، ص 98.
[5] المصدر نفسه، ص 98.
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 557
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست