responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 530
فاستغاثوا، وبكوا وأبكوا، وذكروا ما داهم المسلمين بذلك البلد الشريف المعظم من قتل الرجال, وسبي الحريم والأولاد، ونهب الأموال، فلشدة ما أصابهم أفطروا فأمر الخليفة أن يسير القاضي أبو محمد الدامغاني، وأبو بكر الشاشي, وأبو القاسم الزنجاني، وأبو الوفاء بن عقيل، وأبو سعد الحلواني (1)
إلى السلطان السلجوقي بركياروق في أصفهان مقر السلطة السياسية والعسكرية الفعلية لمساعدة فقهاء دمشق في طلبهم، ولكي يتخلص من عبئهم، ويحمله مسئولية تلك المهمة حتى أن اختياره لأولئك الفقهاء كان ذكياً هو الآخر، لأن البعض منهم تشير ألقابهم إلى أن أصولهم من مناطق فارس وبلاد ما وراء النهر - دامغان - ميافارقين - زنجان, وأنهم لربما بإمكانهم التأثير في سلاجقة فارس، لإمدادهم بالقوة العسكرية، فالدامغاني ولي قضاء نيسابور، والشاشي ولد بميافارقين, ودامغان لم تبعد كثيراً من أصفهان ولكن هدف الوفد كان بعيداً عن التحقيق، وعند وصول ذلك الوفد إلى مدينة حلوان علم بمقتل الوزير السلجوقي مجد الملك البلاساني، واختلاف سلاطين السلاجقة ببلاد فارس حول حكم المنطقة, وبذلك عاد الوفد من بغداد دون أن يكمل نجاحاً [2]، وعاد القاضي ورفقته بغير نجدة ولا قوة إلا بالله [3]، ودافعت دمشق عن نفسها ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً كما سيأتي بيانه بإذن الله. وفي عام 513هـ/ 1120م عندما حاصر الصليبيون دمشق أرسل أميرها وفداً آخر للخلافة العباسية في بغداد لطلب نجدتها مرة أخرى.
وترأس هذا الوفد القاضي عبد الوهاب بن عبد الواحد الشيرازي الدمشقي -الذي كان آنذاك شيخ الحنابلة بالشام- إلى الخليفة المسترشد بالله (512 - 529هـ) وذلك لمكانة العائلة الشيرازية بدمشق آنذاك لكونها تحتل زعامة الفقه الحنبلي في تلك المدينة، وتدير العديد من المؤسسات الدينية في القضاء والوعظ والتدريس، وإمامة الجوامع وعلى الرغم من أن القاضي الشيرازي قد تمكن من مقابلة الخليفة العباسي في بغداد الذي خلع عليه ووعده بالإنجاد إلا أن مهمته لم تؤت بالشيء الجديد كما هي الحال بالنسبة لمهمة زميله الهروي، ويبدو أن الخلافة العباسية كانت عاجزة لا تملك شيئاً غير الوعود بالمساعدة. ولعل القاضي الشيرازي أدرك هو الآخر عجز السلطة السياسية والشرعية في بغداد فلجأ للاعتماد على النفس والعودة إلى دمشق وتعبئة سكانها للدفاع عنها، حيث كان له مجلس يعظ فيه للجهاد، ويلقى تأييداً من حكام المدينة حتى وفاته عام 536هـ [4].

(1) الكامل في التاريخ (8/ 408).
[2] موقف فقهاء الشام وقضاتها من الغزو الصليبي، ص 70.
[3] ذيل تاريخ دمشق، ص 233، 234، موقف فقهاء الشام وقضاتها من الغزو الصليبي، ص 70.
[4] الذيل على طبقات الحنابلة لابن رجب (2/ 89 - 199).
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 530
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست