responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 517
إلى إيطاليا وترك قواته في بلاد البلقان لابنه بوهيمند الذي صار فيما بعد بطلاً من أبطال الحملة الصليبية الأولى, وكان النورمان قد أوقعوا في الإمبراطورية القسطنطينية خسائر كثيرة، حتى كادت تسقط بأيديهم قبل الغزو الصليبي، الأمر الذي فتح لهم طريق الشرق ويسّر زحف الصليبيين في هذه الديار [1].

الحادي عشر: تمرس فرسان الإفرنج على الحرب والإمدادات الأوربية المستمرة لهم:
ويجب ألا يغرب عن البال تمرس فرسان الإفرنج بالحرب في بلادهم، فالعصر عصر إقطاع وفروسية, ونشأة الفارس منذ الصغر على الفروسية ويذكر المؤرخون المعاصرون أنه كانت لفرسان الإفرنج حملة مشهورة كان المسلمون يفسحون لهم الطريق أو يتظاهرون بالانهزام ليتفرق الفرسان وينفصلوا عن المشاة فيتمكن المسلمون من مهاجمتهم من الجوانب والخلف، واعتمد المسلمون في حربهم معهم على القوس والسهام كثيراً، وماذا تفعل السهام بهذه الكتل الحديدية المتحركة، فالفارس والحصان تغطيهما الدروع, ومع الزمن اكتسب المسلمون خبرة في حربهم فكان ذلك سبباً من أسباب انتصارهم عليهم. ويجب عند ذكر
قوة الصليبيين أن لا ننسى الإمدادات الأوربية لهم من سفن وحجاج وفرسان تأتي إليهم
كل عام [2].
وبعد هذا، فقد لاحظنا من خلال ما مر ذكره في أحوال الأمة قبل الهزائم التاريخية الكبرى عند هجوم الصليبيين على العالم الإسلامي أن الفرقة حفرت بين دوله خنادق بعيدة القاع فأمسى بعضها يتربص بالبعض الآخر، ويتمنى له الدمار، فالدولة الفاطمية في الشمال الإفريقي ومصر تغير على الدولة العباسية في العراق والشام والحجاز, والدولة الأموية في الأندلس تتمنى البوار للفريفين، كي يؤول إليها الميراث الدسم. والفرقاء المشاكسون محصورون في أحقادهم لا يحسون بالزحف الصليبي القادم من الغرب، ولا الزحف التتاري القادم من الشرق، أيرضى الإسلام عن هذه الضغائن الخسيسة، أو ينتظر من أصحابها أن يخدموا عقائده وشرائعه [3].ولاحظنا أن الخلفاء العباسيين في غاية الضعف والهوان، فقد هرب الخليفة العباسي «القائم بأمر الله» بعدما سقطت بغداد في أيدي الفاطميين واعتقله أحد البدو، ولكن الملك السلجوقي «طغرل بك» استنقذه وردّه إلى عاصمة ملكه، فكافأه الخليفة على حسن صنيعه ولقّبه ملك المشرق والمغرب، وأطلق يده في إدارة الدولة واضطر إلى تزويجه بابنته رغم أنفه، ومات الملك السلجوقي فورثه ابنه ألب أرسلان, ومات الخليفة

[1] الوطن العربي والغزو الصليبي، ص 30.
[2] الحروب الصليبية والأسرة الزنكية، ص 22.
[3] هموم داعية، محمد الغزالي، ص 40.
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 517
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست