responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 358
هذا ويقول: طلبنا العلم لغير الله، فأبى أن يكون إلا الله [1].
3 - اجتهاده في طلب العلم: قرأ في صباه طرفاً من الفقه ببلده طوس على أستاذه أحمد بن محمد الرازكاني [2]، وكان أستاذه الأول بها (يوسف النساج)، وبعد تناول الغزالي هذا القدر اليسير من الفقه في بلدته يشد الرحال إلى جرجان، حيث التقى بأستاذه أبي نصر الإسماعيلي ويدون ما يسمعه منه كمرحلة أولى من التلقي والتعليم، ثم يرجع إلى طوس وفي أثناء رجوعه حدث له ما جعله يحفظ ما كتب ويفهم ما علم, وفي هذا يقول: قطعت علينا الطريق وأخذ العيارون جميع ما معي، ومضوا فتبعتهم، فالتفت إلى مقدمهم وقال: ارجع ويحك وإلا هلكت، قلت له: أسألك بالذي ترجو السلامة منه أن ترد علىَّ تعليقتي فقط فما هي بشيء تنتفعون به, فقال لي: وما هي تعليقتك؟ فقلت: كتب في تلك المخلاة هاجرت لسماعها وكتابتها ومعرفة علمها، فضحك، وقال: كيف تدعى أنك عرفت علمها، وقد أخذناها منك، فتجردت من معرفتها وبقيت بلا علم؟ ثم أمر بعض أصحابه فسلم إلىّ المخلاة. قال الغزالي: هذا منطق أنطقه الله ليرشد به أمرى، فلما وافيت طوس أقبلت على الاشتغال ثلاث سنين حتى حفظت جميع ما علقته، وصرت بحيث لو قطع على الطريق لم أتجرد من علمي [3].
4 - ملازمته إمام الحرمين: قدم الغزالي نيسابور - وهي عاصمة السلجوقيين، ومدينة العلم بعد بغداد - ولازم إمام الحرمين - وهو من عرفنا شخصيته وجلالته في العلم والتدريس- وجد واجتهد حتى برع في المذهب والخلاف والجدل والأصول, وكانت العلوم السائدة في عصره, وأعجب بذكائه وغوصه على المعاني الدقيقة واتساع معلوماته إمام الحرمين، فكان يقول: الغزالي بحر مغدق [4]. وفاق أقرانه -وهم أربعمائة- حتى أصبح معيداً لأستاذه ونائباً عنه [5]، وقيل إنه ألف المنخول، فرآه أبو المعالي، فقال: دفنتني وأنا حيٌ، فهلا صبرت الآن، كتابك غطى على كتابي [6].
5 - تعيينه مدرساً على نظامية بغداد: ولما مات إمام الحرمين عام 478هـ خرج الغزالي إلى المعسكر قاصداً الوزير نظام الملك، وهو لم يتجاوز الثامنة والعشرين من سِنّه، وقد ظهر فضله وذاع صيته، وكان مجلس الوزير مجمع أهل العلم وملاذهم, وكانت المجالس

[1] الإمام الغزالي، صالح الشامي، ص 19.
[2] الرازكاني: نسبة إلى بلدة صغيرة بنواحي طوس.
[3] الإمام الغزالي، صالح أحمد الشامي.
[4] طبقات الشافعية (6/ 195) , التصوف بين الغزالي وابن تيمية، ص 47.
[5] رجال الفكر والدعوة (1/ 172).
[6] سير أعلام النبلاء (19/ 335).
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 358
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست