responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معاوية بن أبي سفيان نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 405
وأما البيزنطيون فكانوا يستقبلون السفراء العرب في كنيسة أيا صوفيا وقناطير المياه والأديرة حول القسطنطينية ([1]
وعند رجوع السفير كانت تقدم له الهدايا والمجوهرات الثمينة إكراماً له ولمن بعثه [2]، ويبدو أن الهدف من وراء ذلك عند كلتا الدولتين، هو إظهار صيغ الاحترام المتبادل والنيات الحسنة في إقامة الصلح وإنابة السلام وكذلك إظهار كل دولة للأخرى مدى قوتها ورخائها، كي تكون محط أنظار السفير ومهابته من أجل وصف ما يشاهده إلى من بعثه عند رجوعه إليه ([3]
ورغم ما أشير إليه من الصفات التي يجب توفرها في السفير إلا أنه يبقى محط أنظار الخليفة أو الملك وتراقب تصرفاته وحركاته خشية الوشاية والكيد وإشعال نار الحرب وهذا ما حدث مع سفير معاوية إلى القسطنطينية الذي أرسل لعقد هدنة مع الروم وكان السفير مزود بتعليمات مشددة تقتضي ألا يخفف من شروط الهدنة مع البيزنطيين ولكن لم يستطع هذا السفير تنفيذ وصية معاوية وتهاون في عقد الهدنة حتى جاءت في صالح البيزنطيين [4]، فلما عاد عزله من منصبه [5].

سابعاً: الجراجمة في عهد معاوية رضي الله عنه:
في أثناء الحروب والغارات بين المسلمين والبيزنطيين، في عهد معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، كان هناك طرف ثالث يشارك في النزاع القائم بينهما، يطلقون على أنفسهم اسم ((الجُرَاجمِة)) نسبة إلى مدينة ((الجُرَجُومة)) [6]، وأصولهم غير معروفة، ويشير البلاذري إلى أنهم كانوا يدينون بالنصرانية وأنهم كانوا لذلك يتبعون ((بطريق أنطاكية وواليها)) [7]. وعندما فتح المسلمون بلاد الشام أرسل أبو عبيدة عامر بن الجراح حبيب بن مسلمة الفهري: فغزا الجرجومة فلم يقاتلها أهلها ولكنهم بادروا بطلب الأمان والصلح، فصالحوه على أن يكونوا أعواناً للمسلمين وعيوناً ومسالح في جبل اللكام، وأن لا يُؤخَذوا بالجزية، وأن يُنَفَّلوا أسلاب من يقتلون من عدوّ المسلمين إذا حضروا حرباً معهم في مغازيهم [8]. ولكن الجراجمة لم يلبثوا أن نقضوا اتفاقهم هذا، وصنعواً حاجزاً بين المسلمين

[1] المصدر نفسه صـ220.
[2] العلاقات العربية ـ البيزنطية صـ148.
[3] المصدر نفسه صـ148 ..
[4] المصدر نفسه صـ149.
[5] المصدر نفسه صـ149.
[6] الجرجومة: مدينة على جبل اللكام بالثغر الشامي فيما ما بين بياس وبوقا قرب النطاكية، معجم البلدان (2/ 123).
[7] فتوح البلدان للبذري صـ58.
[8] المصدر نفسه صـ58.
نام کتاب : معاوية بن أبي سفيان نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 405
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست