responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معاوية بن أبي سفيان نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 235
بسوق خبره ولكن رواية أبي مخنف الساقط الاعتبار عند علماء أهل الجرح والتعديل أشارت إلى أن معاوية أوصى المغيرة بن شعبة بشتم علي وذمه، لذلك كان المغيرة لا
يترك ذمّ علي في خطبته طوال فترة ولايته على الكوفة، ونص خطبته التي أغضبت حجر بن عدي كما أوردها أبو مخنف: اللهم أرحم عثمان بن عفان وتجاوز عنه، وأجزه بأحسن عمله، فإنه عمل بكتابك، واتبع سنة نبيك صلى الله عليه وسلم، وجمع كلمتنا وحقن دماءنا، وقُتل مظلوماً، اللهم فارحم أنصاره وأولياءه ومحبيه والطالبين بدمه: ويدعو على قتلته [1]، وكما نلاحظ من نص الخطبة أنه لم يرد فيها ذمُّ علي ومع ذلك فإن الرواية تشير أنّ هذه الخطبة تضمنت ذلك إلا إذا تأولت لعنه لقتلة عثمان بأنه ذم لعلي ([2]
وبراءة علي من دم عثمان يعرفها القاصي والداني وقد اثبتها في كتبي عن عثمان وعلي والحسن رضي الله عنهم جميعاً. ومهما يكن من أمر فإن الباحث في مقتل حجر بن عدي رضي الله عنه، يلاحظ أن موقف حجر من أمير المؤمنين معاوية قد مرّ بمرحلتين:

ـ المرحلة الأولى: مرحلة المعارضة القولية: (41 هـ - 50 هـ):
كان حجر بن عدي الكندي، أبو عبد الرحمن الشهيد، له صحبة ووفادة، وفد مع أخيه هانئ بن الأدبر، ولا رواية له عن النبي صلى الله عليه وسلم وسمع من علي وعمار [3]، وكان شريفاً، أميراً مطاعاً، أمَّاراً بالمعروف، مقداماً على الإنكار من شيعة علي رضي الله عنهما، شهد صفين أميراً، وكان ذا صلاح وتعبد [4]، وكان رضي الله عنه من المعارضين للصلح الذي قام بين الحسن ومعاوية رضي الله عنهما، غير أن هذه المعارضة لم يترتب عليه في هذه المرحلة أي فعل، بل اقتصرت على الأقوال فقط [5]، وفي ذلك يقول البلاذري: ... لم يزل حجر بن عدي منكراً على الحسن بن علي بن أبي طالب صلحه لمعاوية، فكان يعذله على ذلك ويقول: تركت القتال ومعك أربعون ألفاً ذوو نيات، وبصائر في قتال عدوك، ثم كان بعد ذلك يذكر معاوية فيعيبه، ويُظلِّمه [6]، فكان هذا هجيراه، وعادته [7].

[1] تاريخ الطبري (6/ 168 إلى 169).
[2] أثر التشييع على الروايات ............ صـ368 إلى 370 ..
[3] سير أعلام النبلاء (3/ 462).
[4] المصدر نفسه (3/ 463).
[5] مرويات خلافة معاوية في تاريخ الطبري صـ422.
[6] أي: ينسبه للظلم.
[7] هجيراه: دأبه وشأنه القاموس المحيط صـ637.
نام کتاب : معاوية بن أبي سفيان نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 235
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست