responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معاوية بن أبي سفيان نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 167
في اتجاهاته وتصرفاته ومنهج حياته، فقد حلت في قرارة نفسه واستولت على مشاعره وأحاسيسه واختلطت بلحمه ودمه، ومن خلال هذا التوجيه واستيعابه وفهمه له بنى مشروعه الإصلاحي وقسم مراحله، وكان متيقناً من نتائجه، فالحديث النبوي كان دافعاً أساسياً وسبباً مركزياً في اندفاع الحسن للإصلاح.

3 ـ حقن دماء المسلمين: قال الحسن رضي الله عنه: ... خشيت أن يجئ يوم القيامة سبعون ألفاً، أو أكثر أو أقلُّ كلهم تنضج أوداجهم دماً، كلهم يستعدي الله فيما هُرِيقَ دمه [1]؟ وقال رضي الله عنه: ألا إن أمر الله واقع إذ لا له دافع وإن كره الناس، إني ما أحببت أن لي من أمة محمد مثقال حبة من خردل يهراق فيه محجمة من دم، قد علمت ما ينفعني ممَّا يضرني ألحقوا بطيتكم [2].
4 ـ حرص على وحدة الأمة: قام الحسن بن علي خطيباً رضي الله عنه في إحدى مراحل الصلح فقال: أيها الناس، إني قد أصبحت غير محتمل على مسلم ضغينة [3]، وإني نظار لكم كنظري لنفسي، وأرى رأياً فلا تردوا علي رأيي، إن الذي تكرهون من الجماعة أفضل مما تحبون من الفرقة [4]، وقد تحقق بفضل الله ثم حرص الحسن على وحدة الأمة ذلك المقصد العظيم، فقد ارتأى رضي الله عنه أن يتنازل في الخلافة حقناً لدماء المسلمين، وتجنباً للمفاسد العظيمة التي ستلحق الأمة كلها في المآل إذا بقى مصراً على موقفه، من استمرار الفتنة، وسفك الدماء، وقطع الأرحام واضطراب السبل، وتعطيل الثغور وغيرها ـ وقد تحققت بحمد الله ـ وحدة الأمة بتنازله عن عرض زائل من أعراض الدنيا حتى سمّي ذلك العام عام الجماعة [5]، وهذا يدل على فقه الحسن في معرفته لاعتبار المآلات ومراعاته التصرفات.
5 ـ مقتل أمير المؤمنين علي رضي الله عنه:
ومن الأسباب التي دعت أمير المؤمنين الحسن بن علي إلى الصلح ما روّع به من مقتل أبيه، فقد ترك ذلك فراغاً كبيراً في جبهة العراق وأثر اغتياله على نفسية الحسن رضي الله عنه، فترك فيها
حزناً

[1] البداية والنهاية (11/ 206).
[2] تاريخ دمشق (14/ 89) بطيتكم: جهتكم ونواد.
[3] الضغينة: الحقد.
[4] الأخبار الطوال صـ 200.
[5] اعتبارات المآلات ومراعاة نتائج التصرفات صـ 167.
نام کتاب : معاوية بن أبي سفيان نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 167
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست