responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معاوية بن أبي سفيان نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 131
8 ـ معاملة الأسرى عند أمير المؤمنين علي رضي الله عنه:
إن المعاملة الحسنة للأسير وإكرامه في صفين من الأمور البدهيه بعد ما استعرضنا المعاملة الكريمة أثناء القتال، وقد بين الإسلام معاملة الأسرى، فقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على إكرام الأسرى، وإطعامه أفضل الأطعمة الموجودة، هذا مع غير المسلمين فكيف إذا كان الأسير مسلماً، لا شك إن إكرامه والإحسان إليه أولى، ولكن الأسير في هذه المعركة يعتبر فئة وقوة لفرقته [1]، لذلك كان علي رضي الله عنه يأمر بحبسه، فإن بايع أخلى سبيله وإن أبى أخذ سلاحه ودابته أو يهبها لمن أسره ويحلفه إلا يقاتل وفي رواية يعطيه أربعة دراهم [2] وغرض الخليفة الراشد من ذلك واضح، وهو إضعاف جانب البغاة وقد أتى بأسير يوم صفين فقال الأسير: لا تقتلني صبراً فقال علي رضي الله عنه: لا أقتلك صبراً إني أخاف الله رب العالمين، فخلى سبيله ثمّ قال: أفيك خير تبايع [3]. ويبدو من هذه الروايات أن معاملته للأسرى كما يلي:
ـ إكرام الأسير والإحسان إليه.
ـ يعرض عليه البيعة والدخول في الطاعة، فإن بايع أخلى سبيله.
ـ إن أبى البيعة أخذ سلاحه ويحلفه أن لا يعود للقتال ويطلقه.
ـ إن أبى إلا القتال تحفظّ عليه في الأسر ولا يقتله صبرا [4]. وقد أتى رضي الله عنه مرة بخمسة عشرا أسيراً ويبدو أنهم جرحى فكان من مات منهم غسله وكفنه وصلى عليه [5]. ويقول محب الدين الخطيب معلقاً على هذه الحرب: ومع ذلك، فإن هذه الحرب المثالية هي الحرب الإنسانية الأولى في التاريخ الذي جرى فيها المتحاربان معاً على مبادئ الفضائل التي يتمنى حكماء الغرب لو يعمل بها في حروبهم ولو في القرن الحادي والعشرين، وإن كثيراً من قواعد
الحرب في

[1] كتاب قتال أهل البغي من الحاوي الكبير صـ133، 134.
[2] خلافة علي بن أبي طالب، عبد الحميد صـ 243.
[3] الأم للشافعي (4/ 224) (8/ 256).
[4] خلافة علي بن أبي طالب، عبد الحميد صـ 243.
[5] تاريخ دمشق، تحقيق المنجد (1/ 331)، خلافة علي بن أبي طالب صـ 243.
نام کتاب : معاوية بن أبي سفيان نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 131
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست