responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 391
9 - الناصر لدين الله والإسماعيلية الشيعية: تمثل الحركة الحشيشية الباطنية جهوداً متطرفة "غالية" للتغلغل إلى العقيدة الإسلامية وتخريبها وتدمير أصولها وإحلال عقيدة ومثل وقيم أخرى محلها، وقد استطاعت هذه الحركة أن تحقق مكاسب سياسية مهمة في بلاد فارس على يد الحسن بن الصباح منذ سنة 483هـ/1190م حيث نجح هذا الداعية المتطرف في كسب سكان من بلاد الديلم وقزوين وأذربيجان وشكلت خطراً كبيراً على العراق والخلافة العباسية وهددوا الناس بما ارتكبوه من اغتيالات وعمليات إرهاب في أرجاء مختلفة من العالم الإسلامي إلا أن سياسات الناصر لدين الله وشعور الحشيشية بقوة الخلافة العباسية في عهد الناصر أجبرهم على إعادة تقويم موقفهم في الأقل خلال تلك المرحلة، فقد أظهر الحسن الثالث بن محمد بن الحسن تمسكه بالإسلام وإقامة الفرائض وبناء المساجد وراسل الخليفة الناصر من أجل التحالف معه في صراعه ضد الخوارزمية، ولكن الحشيشية اغتالوا إمامهم المعتدل وعادوا إلى عقيدتهم الباطنية الملحدة وهكذا فإن قوة الناصر وسياسته أثبتت فاعليتها حتى مع الحشيشية الذين اتبعوا خطة تنقذهم من سطوته ولو لبعض الوقت حيث اظهروا ميلهم إلى التضامن ووحدة الصف مع العالم الإسلامي بقيادة الخليفة الناصر ولكن هذا التظاهر لا يمكن أن يستمر طويلاً حيث تذبذبوا بين العباسيين والخوارزمية، كما حاولوا أن يتقربوا إلى المغول أثناء زحفهم في بلاد فارس، ولكن هولاكو دمر قلاعهم عن آخرها [1].
ومن الدروس المستفادة، العمل على استيعاب أهل البدع ومحاولت إدخالهم ودمجهم في جمهور الأمة العريض عن طريق التعليم والتربية والحوار، والنقاش والدفع باللتي هي أحسن وإذا كانوا شوكة وقوة تشكل خطر على عقيدة الأمة وأخلاقها وثقافتها وحضارتها يجب التصدي لهم بكل حزم وقوة وكسر تلك الشوكة والعمل على إزالت مشروعهم السياسي والعسكري من الوجود.

[1] المصدر نفسه (2/ 231).
نام کتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 391
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست