responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التيسير في أحاديث التفسير نویسنده : محمد المكي الناصري    جلد : 1  صفحه : 289
معناه كما قد يتبادر إلى بعض الأذهان أن الإسلام يحض على إهمال المصالح المادية المشروعة، أو أنه يدعو إلى الزهد في معالجة الشؤون الدنيوية الضرورية لحياة الإنسان الفردية والاجتماعية، بل إن كل ما يقوم به أود الفرد والجماعة من الضروريات والحاجيات، بل حتى التحسينيات والكماليات، يدعو الإسلام إلى اقتنائه، ويحض على تناوله، في عشرات الآيات ومختلف السور، كقوله تعالى في سورة البقرة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ}. الآية، وقوله تعالى في سورة الأعراف: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ}.

وإنما المراد من قوله تعالى هنا: {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ}. وما شابهه أن يحافظ المسلم في حياته على التوازن بين المادة والروح، وأن ينظر إلى الحياة الدنيا نظرة واقعية، فيقدرها بقدرها، ويتناول ما هو لازم منها، ولا ينسى متطلبات الرحلة المنتظرة بعدها، والمرحلة الطويلة التي تعقبها، بل يتأهب لها، ويستعد لمواجهتها بالزاد الكافي، عن وعي تام، وبغاية الاهتمام، فبعد مفارقة دار التكليف والعمل، يكون زاد التقوى وحده هو معقد الرجاء والأمل.

نام کتاب : التيسير في أحاديث التفسير نویسنده : محمد المكي الناصري    جلد : 1  صفحه : 289
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست