responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الماوردي = النكت والعيون نویسنده : الماوردي    جلد : 1  صفحه : 137
{قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك فافعلوا ما تؤمرون قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين قالوا

{وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين} قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنًَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُوا بَقَرَةً} وكان السبب في أمر موسى لقومه بذلك , ما ذكره المفسرون: أن رجلاً من بني إسرائيل كان غنياً , ولم يكن له ولد , وكان له قريب يرثه , فاستبطأ موته , فقتله سراً وألقاه في موضع الأسباط , وادعى قتله على أحدهم , فاحتكموا إلى موسى , فقال: من عنده من ذلك علم؟ فقالوا: أنت نبي الله , وأنت أعلم منا , فقال: إن الله عز وجل يأمركم أن تذبحوا بقرة , فلما سمعوا ذلك وليس في ظاهره جواب عما سألوا عنه {قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً} والهزء: اللعب والسخرية. قال الراجز:
(قَدْ هَزِئَتْ مَنِّيَ أُمُّ طَيْسَلَة ... قَالَتْ أَرَاهُ مُعْدِماً لاَ شَيْءَ لَه)
{قَالَ: أعُوذُ بِاللهِ أنْ أَكُونَ مِنَ الجَاهِلِينَ} لأن الخروج عن جواب السائل المسترشد إلى الهزء , جهل , فاستعاذ منه موسى , لأنها صفة تنتفي مع الأنبياء , وإنما أمر والله أعلم بذبح البقرة دون غيرها , لأنها من جنس ما عبدوه من العجل , ليهون عندهم ما كانوا يرونه من تعظيمه , وليعلم بإجابتهم زوال ما كان في نفوسهم من عبادته. والقبرة اسم للأنثى , والثور للذكر , مثل ناقة وجمل , وامرأة ورجل , فيكون تأنيثه بغير لفظه. واسم البقرة مأخوذ من الشق من قولهم بقر بطنه إذا شقه , لأنها تشق الأرض في الحرث.

ورُوي عن ابن عباس: خاسئاً أي ذليلاً. قوله تعالى: {فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا} وفي المجعول نكالاً , ستة أقاويل: أحدها: أنها العقوبة. والثاني: أنها الحيتان. والثالث: أنها القرية التي اعتدى أهلها. والرابع: أنهم الأمة الذين اعتدوا , وهم أهل أيلة. والخامس: أنهم الممسوخون قردة. والسادس: أنهم القردة الممسوخ على صورهم. وفي قوله تعالى: {نَكَالاً} ثلاثة تأويلات: أحدها: عقوبة , وهو قول ابن عباس. والثاني: عبرة ينكل بها من رآها. والثالث: أن النكال الاشتهار بالفضيحة. وفي قوله تعالى: {لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا} خمسة تأويلات: أحدها: ما بين يديها وما خلفها من القرى , وهذه رواية عكرمة عن ابن عباس. والثاني: ما بين يديها يعني من بعدهم من الأمم , وما خلفها , الذين كانوا معهم باقين , وهذه رواية الضحاك عن ابن عباس. والثالث: ما بين يديها , يعني من دونها , وما خلفها , يعني لمن يأتي بعدهم من الأمم , وهذا قول السدي. والرابع: لما بين يديها من ذنوب القوم , وما خلفها للحيتان التي أصابوها , وهذا قول قتادة. والخامس: ما بين يديها ما مضى من خطاياهم , وما خلفها: خطاياهم التي أُهْلِكُوا بها , وهذا قول مجاهد.

نام کتاب : تفسير الماوردي = النكت والعيون نویسنده : الماوردي    جلد : 1  صفحه : 137
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست