responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي نویسنده : البشير الإبراهيمي    جلد : 1  صفحه : 276
لسنا نجهل هذا من سنن الله فلم نشك لحظة منذ وضعنا قدمنا في طريق الإصلاح الديني ورفعنا الصوت بالدعوة إليه في أن الله سيديل للحق من الباطل، وأنه يبتلي أولياءه بالأذى والمحنة ليمحصهم ويكمل إعدادهم للعظائم. ولم نزل على يقين تتجدّد شواهده ان في المصائب التي تصيبنا في سبيل الإصلاح شحذًا لهممنا وإرهافًا لعزائمنا، وتثبيتًا لأقدامنا، وإلفاتًا للغافلين عنّا إلى موقعنا من الأمة وموقفنا من أعدائها، وقد ألفنا هذه المكائد التي تنصب لنا حتى ما نبالي بها وأصبح حظنا من "الكشف" أن نعلم من أوائلها أواخرها، ومن مقدّماتها نتائجها ... واننا لنبتهج بالمصيبة تصيبنا في سبيل الإصلاح أضعاف ما يبتهج غيرنا بالطيبات والمسار، ونعد كبيرها- مهما أعضل وآذى- صغيرًا هينًا، وخفيها- مهما أفظع وبغت- ظاهرًا جليًا، ونأسى لإغبابها عنا كما يأسى الممحل للجدب، ونرتقب إلمامها بساحتنا كما يرتقب غيرنا النعم والخيرات، لعلمنا ان المعاني التي تتركها في نفوسنا هي المعاني التي نصبو إليها، وأن تمرسنا بها باب من أبواب الرجولة وسبيل من سبلها.
ولقد كانت كبرى المكائد التي دبّرت للجمعية في تاريخ حياتها- المكيدة التي اغتالت الشيخ كحولا واعتقلت الأستاذ العقبي ولوّحت إلى اثنين كان أحدهما- بعد أن طاش السهم واختلّ الحساب- عباس التركي محمد وعلي، فقد اختار القائمون عليها من شخوص الجن أصلح الأوقات لإثارة الفتن، وأمتن الأسباب لتحريك الاحن. وساندهم فيها الرامح والناشب من حملة الأقلام ليمدّوا الحمأة بالماء ويمدّوا النار بالوقود، ولكن هل كانت العاقبة بعد ذلك الحشد كله لنا أو لهم؟ وهل كانت النتيجة في مصلحتنا أو في مصلحتهم؟
ينقسم خصوم الإصلاح- بعد اجتماعهم في أصل الموضوع- إلى فريقين: أقوياء وضعفاء. فالأقوياء يقومون بالدسّ وتبييت السوء لرجال الجمعية، والضعفاء يقومون بالتشهير وإشاعة قالة السوء عنها والشماتة المؤلثة بها، وكثيرًا ما تستمدّ أعمال هؤلاء من أقوال هؤلاء، وتجد ألسنة الضعفاء مادة للغزل والحوك من أعمال الأقوياء فتتطاول وتجتري، وتكذب وتفتري، وإذا لم تغض العقول من أعنة الألسنة لم تقف في الاستهتار عند حد.
وأصحابنا لا عقول لهم وإنما هم أتباع أهواء وأبواق فتنة.
وفي هذه الحادثة الأخيرة أمعن فريق الضعفاء في الشماتة إلى حد أنهم أقاموا الزينات وتبادلوا التهنئات ورجعوا من شعيرة "التزربد" [1] إلى طبع أصيل، وذهبوا في تأويل الرأي المبهم لعكاشة في "الاثنين" مذاهب شتى، وود كل واحد منهم- بدخول الحبس- لو كان من عكاشة مكان الملقن ... حتى يرفع عنه الحيرة والإشكال في هذين الاثنين، ولو أعطوا ما

1) من الزَّرْدَة، وهي الحفلات التي يقيمها الطرقيون، وترتكب فيها المنكرات ويُهَلُّ في ذبائحها لغير الله.
نام کتاب : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي نویسنده : البشير الإبراهيمي    جلد : 1  صفحه : 276
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست