responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي نویسنده : البشير الإبراهيمي    جلد : 1  صفحه : 247
إن هذه الأمّة الجزائرية فقدت كل شيء، ولكنها لم تفقد دينها الذي علّمها كيف تميّز المحسن من المسيء، وعلّمها كيف تكافئ الإحسان وإن قلّ، بالإحسان الكثير، وكيف تكافئ الإساءة بالإساءة عدلًا وبالإحسان فضلًا، فليدع المتخرصون هذه الأمّة المظلومة، وليعذروها في مظهرها الجديد الذي ظهرت به ولا يحملوه على أنه نكاية في حزب وتحيّز إلى حزب. فمن الظلم الفاضح أن تلوم الجائع المغرور إذا هش لكلمة الإحسان، ونطقت جوارحه قبل لسانه بشكر المحسن، وقد كانت هذه الأمّة تقابل أقل من هذا بأكثر من هذا، وعند المسيو فيوليت الخبر اليقين، فسلوه يخبركم أنه لم يظفر سياسي بمثل ما ظفر به من حب الجزائريين وتقديرهم وامتلاك قلوبهم، كل ذلك لكلمة خير قالها فيهم وسعي صالح سعاه في مصلحتهم، على ما يتطرق ذلك السعي من شكوك واحتمالات وعلى أنه لم ينجز من سعيه قليل ولا كثير.

فكرة المؤتمر
يسجّل التاريخ المنصف فكرة عقد المؤتمر الإسلامي الجزائري للأستاذ الشيخ عبد الحميد بن باديس، فقد كان نشر في جريدة (لاديفانس) في عددها الصادر في 3 جانفي سنة 1936 آراء له في السياسة الجزائرية كان لها وقع عظيم، ومن تلك الآراء التي ارتآها الأستاذ عقد مؤتمر إسلامي جزائري، فكان أول من فكّر في عقد هذا المؤتمر قبل فوز الجبهة الشعبية بأشهر، وللأستاذ- حفظه الله- آراء في شؤون الأمة الجزائرية ترجع في مردّها إلى هذا الأصل. وهو أن المرجع في مسائل الأمة هو الأمة، والواسطة لذلك هي المؤتمرات. ونحن مع تسليمنا لوجاهة فكرة الأستاذ، نعتقد مستيقنين أنه لو دعا داعٍ قبل اليوم إلى عقد هذا المؤتمر- كيفما كانت منزلة الداعي في الأمة- لما باء إلا بالخيبة والفشل لأسباب يعرفها كل أحد، أما وقد فازت الجبهة الشعبية في الانتخابات التشريعية وأصبحت أزمة الحكومة الفرنسية بيدها فقد أصبح عقد المؤتمر ميسورًا ومتأكّدًا في آن واحد، فماذا وقع؟
كانت الدعوة إلى عقد هذا المؤتمر العام من قسنطينة، وكانت قوية مؤثرة بقوة مصدرها ومكانته في الأمة، ومصدرها رئاسة جمعية العلماء التي هيأت الأمة للاستجابة لدعوة الحق، بعد أن علّمتها الحق، ورئاسة جمعية النوّاب التي لم تعرف الأمة معنى النيابة وحقيقة النيابة إلا منها، والتي ضربت المثل للإخلاص للمصلحة العامة والتفاني في خدمتها، وللأمة بهاتين الجمعيتين ثقة واسعة الحدود ثابتة الأسس.
لذلك كان صوتهما مجتمعًا أشدّ تأثيرًا في النفوس وأدعى إلى الاستيثاق والقبول. فما كادت تسمع تلك الدعوة الجامعة وتقرأ في الصحف عن عقد المؤتمر، الصادرة عن رئيس جمعية العلماء ورئيس جمعية النوّاب بقسنطينة حتى تلقّته الأمة بآذان مرهفة ونفوس متطلعة مستشرفة.

نام کتاب : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي نویسنده : البشير الإبراهيمي    جلد : 1  صفحه : 247
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست