responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي نویسنده : البشير الإبراهيمي    جلد : 1  صفحه : 242
ومن يسدّ طريق العارض الهطل؟
وقد كان بين دهشة الأولين، وبين وجوم الآخرين مجال لعمل العاملين. ومهّدت دهشة المفاجأة ووجوم البغت لهذه الحالة الطارئة فأصبحت حالة طبيعية قارة يحفها من جلال الحق ما يزيدها روعة، ويمدّها من أهل الحق وأنصاره في كل يوم ما يرفدها بالمعونة والأخذ باليد، ويوليها على الزمان رسوخًا واتساعًا. وليس بعد التثاؤب والتمطي إلا الانتعاش والانبعاث، ولكن ماذا يصنع خائر القوى من فعل السنين، مقصوم الظهر من ثقل الأحداث، واني الخطا من طول الخدر، متخاذل الأعصاب من كثرة السكون؟ .. أيتحامل على ضلع ويتكلف القوة ليغبر في وجوه السابقين، لم له عذره إن سقط في مقدمة الركب من الإعياء؟ أم يستجم ليعدّ العدّة وإن طالت المدة؟
إن الأمّة الجزائرية لم تعدم من لطف الله ما يبيّن لها السداد في أوجه الرأي المختلفة ويهديها إلى سلوك المنهج الواضح، إذا دقت الموالج والمخارج، فقد أفاقت من نومتها في عجيج من الأصوات اختلط فيها الناصح بالغاش، وعلى فتنة متماحلة التبس فيها الحق بالباطل والهدى بالضلال. ولكن الله اللطيف- جلت قدرته- خار لها وألهمها رشدها ووفّقها لبناء حياتها- على بصيرة- على قديم ديني مستقيم وجديد دنيوي واضح. ورأت على ضوء ذلك الإلهام أنه لا يستقيم لها عمل، ولا يواتيها نجاح فيما هي مقدمة عليه من تجديد في حياتها إلا مع التنقيح المعجّل لكل ما ورثته من أخلاق، لا تنهض بصاحبها في عصر النهوض، والعزل البات لأولئك الذين كانوا يتحكمون في إرادتها وضميرها ويصرفونها كما يشاؤون وتشاء أهواؤهم، لا على ما تقتضيه مصلحتها والقطع الحاسم لتلك الأيدي الآثمة وتلك الألسن الخاطئة التي كانت تسعى للتفريق وتدعو إلى التفريق.
وقد بدأت الأمّة تنفّذ ما صمّمت عليه فأصبحت تربأ بمقادتها أن تضعها في يد من تلك الأيدي التي قادتها زمنًا طويلًا، فما قادتها إلا إلى الخزي والنكال، وتبعد عن صفوفها كل أفاك أثيم يزيّن لها الباطل ويشوّه لها الحق، ويغريها بالتفرق لتذل ويحقرها إلى نفسها لتمتهن، وهي ماضية في هذا التنقيح ممعنة فيه واصلة منه- إن شاء الله- في الزمن القريب إلى أشرف الغايات.

نام کتاب : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي نویسنده : البشير الإبراهيمي    جلد : 1  صفحه : 242
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست