responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي نویسنده : البشير الإبراهيمي    جلد : 1  صفحه : 221
أشيخ الإسلام هو أم شيخ المسلمين؟؟ *
لسنا ممن يكبر (شيخ الإسلام) للقبه، ولا ممن يعرفه بمركزه ومنصبه، ولا ممن يزنه بِدَثْرِه ونشبه، ولا ممن يستهوي بديوانه وكتبه، وإنما نكبره لعلمه، ونكبره من نواحي هذا العلم بآثاره في العلم إن كانت، وبأعماله للعلم إن وجدت.
ولكن ما الحيلة؟ وقد طلعت علينا فتواه الأخيرة تحمل هذه الطغرى: فلان شيخ الإسلام لا فلان العالم. فشغلتنا بالنظر في هذه الطغرى عن النظر في كون الفتوى علمًا أو ليست بعلم، وألهتنا بما ننكر عما نعرف. فلنبدأ بالنظر الأول ثم لنعد إلى النظر الثاني. ثم لا يكون اشتغالنا بالنظر الأول عبثًا. فإن هذه الفتوى بمكان هذه الطغرى منها، تقول للناس: إن قوّتي من قوة هذه الطغرى، وشهرتي من شهرتها، وإن موقع هذه الطغرى مني موقع شارة الجندي من الجندي، وسر هذه الشارة في الجندي كما تعلمون هو سر السبعية في السبع يرهب بالمنظر أضعاف ما يرهب بالمخبر. وقد شاع في محافل (الطرقية) بالجزائر وفي محافل (المروقية) [1] بتونس أن لسان حالها يقول: إنني فتوى شيخ الإسلام وكفى.
فوجب أن نقول لها: لا يا هذه، إنك لم تهتكي الخدر على نيام، ولم تطرقي الحمى
عن سواد مغفل، وإنك طفت منا بعقول لا تدين بهذه الألقاب، وإن تشرفت بالإضافة، ونفوس لا تنقاد إلا للدليل وإن كان صاحبه غفلًا من (اللقب) عاطلًا من الرتب، فلا يضيرك عندنا أن لو جئت من عند شيخ ... وبيدك الدليل، ولا ينفعك ان جئت من شيخ الإسلام بصريح التناقض وسخيف التأوبل، فانزعي هذا البرقع وهلم نحتكم على سفور وإن كنا لا نقول به في الغانيات.

* جريدة "البصائر"، السنة الأولى، العدد 20، الجمعة 1 ربيع الأول 1355هـ / 22 ماي 1936م.
1) المروقيّة: من المَرَق.
نام کتاب : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي نویسنده : البشير الإبراهيمي    جلد : 1  صفحه : 221
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست