responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي نویسنده : البشير الإبراهيمي    جلد : 1  صفحه : 109
هذا وإنّ ما يقصّه التاريخ من اضطراب الأمم وتخبّطها في سبيل الحياة، إنما هو ناشئ عن هذا السبب، وهو عدم التوفيق بين المطلبين، وبهذا التوفيق تتفاضل الأديان، وبه تتحقق حكمة وجود الإنسان وسطًا بين أفق الحيوان وبين المَلإِ الأعلى، وبه كانت الشريعة الإسلامية آخر الشرائع وكانت أكمل الشرائع، وكانت ناسخة لجميع الشرائع نسخًا لا هوادة فيه، ولهذا عمّت دعوتها ولهذا خاطبت العالم البشري بلسان واحد وبلهجة واحدة إن كانوا لا يعرفونها فإنهم سرعان ما يألفونها لأنها تدعو الأرواح لما يزكيها وتدعو الأجسام لما يحفظها ويقيها، كل ذلك من طريق الفطرة التي يشترك جميع الناس فيها.

الإسلام والبيان العربي:
هذا الإسلام … فأما اللسان العربي فهو لسان هذا الدين الذي نزل به كتابه، وهو- يعد- ترجمانه الحاذق الذي نقل الإسلام وما فيه من عقائد سامية، وحكم غالية، وأخلاق عالية، وأسرار جليلة، وآداب قيّمة إلى أمم أجنبية عن لغة هذا الدين، وأخذهم بها أخذة السحر بكيفيةٍ تريهم أن الدين هو اللغة وأن اللغة هي الدين، فبينما هما دين ولغة إذا هما شيء واحد، وإذا تلك النفوس التي كانت بعيدة عن مزاج هذا الدين وعن مزاج لغته تعتقد أن معنى العربية جزء من معنى الإسلام، وإذا بهذا الدين وبهذه اللغة يقرّبان البعيد من تلك الأهواء ويؤلفان بين المتنافر من تلك الميول.
ثم تصحو الأفئدة، وينكشف الغطاء عن حقيقة واحدة وهي أن تلك الجنسيات تلاشت في هذه الجامعة الروحانية التي لا تعرف جنسًا وجنسًا، وإنما تعرف الإنسان لأنه إنسان يترقّى بمواهبه ويكرم بتقواه.
شيئان أوفيا بالعالم الإنساني على مشرع السعادة.

هدي الإسلام في البيان العربي:
تلك لعمري حقيقة لا ينكرها إلا من غلب على عقله، (وتمت كلمة ربّك صدقًا وعدلًا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم).

التربية الإسلامية والنقائص البشرية:
غير أن لهذا الطبع الإنساني لدات، رافقته في مراحل الوجود من أول التاريخ وكان لهن من مستقرّ العقل فيه، ملاعب وأحضان، هن التقليد والوهم وهنات أخرى تَمُتُّ لهذين بالنّسب الوثيق، فكان لها على الطبائع ما يكون للترب على تربه من تأثير وتسلط وقد باعدت

نام کتاب : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي نویسنده : البشير الإبراهيمي    جلد : 1  صفحه : 109
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست