responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجلة التنكيت والتبكيت نویسنده : النديم، عبد الله    جلد : 1  صفحه : 286
- 252 -

عند عودتنا من فرنسا سنة 1267 هجرية صرنا نجلس مع ابناء الوطن ونحدثهم باجتهاد الفرنساويين في الصناعة وتقدمها والعلوم وانتشارها ونتمدح بما هم عليه من اتحاد القلوب واجتماع الكلمة وما تربوا عليه من التهذيب وحسن الاخلاق حتى عرف كل انسان حقه ووقف على واجبات مواطنيه فترى الفرد منهم يعامل كل انسان بما يليق به وذلك بسبب وجود قانون عادل يبين الحقوق ويوضح الواجبات فلا يتعدى قوى على ضعيف ولا يحتقر غني فقيراً ولا يتجزأ صغير على امتهان كبير ولا حقير على اهانة امير بل الكل واقفون عند حدودهم عالمون بما يصلح البلاد ويزيد في الثروة ويقوي السلطوة ولا تنافس بينهم الا في التجارة والزراعةوالصناعة والمعارف.
وكنا نقول هذه العبارات لننشط اهل البلاد ونبعث فيهم غيرة على السير في طريق التقدم الانساني بما يعلمونه من اخلاق غيرهم وما يقفون عليه من ثمرات التهذيب والتاديب فلو سلك جميع الشبان هذا المسلك لاحدثوا في ابناء وطننا روح تقدم وحسن انتظام وكان لهم فضل الارشاد ودرجة الهداية
وفي اثناء المسامرة جرى ذكر الخدامين وفساد اخلاقهم فقال ان الخدامين في بلادنا تكثر فيهم الخيانة والاكاذيب وما عودهم على الكذب والجأهم للخيانة الا الظلم الذي نالهم وامتهانهم واحتقارهم وطهور القسوة من الامراء والغلظة فتربي الخوف في قلوبهم والتزموا الكذب ليتخلصوا به من كثير من الاسآءت وعرفوا الخيانة بحرمانهم من اجورهم واستخدامهم بسوط السطوة وصيت السلطة ولو كان العظما. من المهذبين واوقفوا الناس على حقوقهم وواجباتهم بقانون عادل لكان الناس جميعا من الامناء الصادقين ولكنهم التزموا طريقة العسف والظلم لغرضهم الذاتي فافسدوا في النفوس تاثيرا قبيحاً واري الناس الان في عهد خديوناالمحب للعدل واهله القائم بحفظ الامة وتقدمها يتنبهون شيأ فشيأ ويتقدمون
للاداب وحفظ الحقوق وهذا مما يضمن لنا حسن المستقبل واستنقاد النفوس من دنس الظالم وما غرسه الغي في نفوس العوام
ثم قال حفظه الله اقص عليك حكاية من هذا القبيل عندما حضرت من باريس كان عندى خادم اسمه ابو العينين اردت معاملته بما تربيت عليه من معاملة الخادم معاملة الصاحب فكنت اقول شد الحصان يا سي ابو العينين واذا ناولني شياً قلت له كتر خيرك يا ابو العينين ثم دخل علي يوماً وانا اتنشق فمددت له العلبة وقلت تتنشق يا سي ابو العينين فخرج مغضباً وعاد ومعه ورقة يطلب بها الاستغناء من الخدمة فقلت لم ولك عندنا سنين فقال انت الان عند عودتك من باريس صرت تهزأ بي وتقول ياسي ابو العينين كتر خيرك يا ابو العينين تتنشق يا

نام کتاب : مجلة التنكيت والتبكيت نویسنده : النديم، عبد الله    جلد : 1  صفحه : 286
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست