responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإنسان بين العبودية لله والعبودية للعبيد نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 137
في التفكير والتجربة والمعرفة العلمية سواء بسواء .. ومن ذلك العداء القديم ومن هذه الرغبة الخفية ينبثق منهج علم الأديان المقارن ويسمى مع ذلك «علما» ينخدع به الكثيرون!
وإذا جاز أن يخدع أحد بمثل هذا «العلم» فإنه لا ينبغي لمسلم يؤمن بدينه، ويحترم منهج هذا الدين في تقرير مثل هذه الحقيقة أن يخدع لحظة واحدة وأن يدلي بقول يصطدم اصطداما مباشرا مع مقررات دينه، ومع منهجه الواضح في هذا الشأن الخطير [1] ..
هذا الموكب الكريم من الرسل واجه البشرية الضالة - إذن - بدعوة واحدة، وعقيدة واحدة، وكذلك واجهت الجاهلية ذلك الموكب الكريم، وهذه الدعوة الواحدة بالعقيدة الواحدة، مواجهة واحدة - كما يعرضها السياق القرآني مغضيا عن الزمان والمكان، مبرزا للحقيقة الواحدة الموصولة من وراء الزمان والمكان - وكما أن دعوة الرسل لم تتبدل، فكذلك مواجهة الجاهلية لم تتبدل!
إنها حقيقة تستوقف النظر حقا! .. إن الجاهلية هي الجاهلية على مدار الزمان .. إن الجاهلية ليست فترة تاريخية ولكنها وضع واعتقاد وتصور وتجمع عضوي على أساس هذه المقومات ..
والجاهلية تقوم ابتداء على أساس من دينونة العباد للعباد ومن تأليه غير الله. أو من ربوبية غير الله - وكلاهما سواء في إنشاء الجاهلية - فسواء كان الاعتقاد قائما على تعدد الآلهة أو كان قائما على توحيد الإله مع تعدد الأرباب - أي المتسلطين - فهو ينشئ الجاهلية بكل خصائصها الثانوية الأخرى! ودعوة الرسل إنما تقوم على توحيد الله وتنحية الأرباب الزائفة، وإخلاص الدين لله - أي إخلاص الدينونة لله وإفراده سبحانه بالربوبية، أي الحاكمية والسلطان - ومن ثم تصطدم اصطداما مباشرا بالقاعدة التي تقوم عليها الجاهلية وتصبح بذاتها خطرا على وجود الجاهلية. وبخاصة حين تتمثل دعوة الإسلام في تجمع خاص، يأخذ أفراده من التجمع الجاهلي وينفصل بهم عن الجاهلية من ناحية الاعتقاد، ومن

[1] - يراجع ما كتب عن هذه القضية في الجزء الثاني عشر ص 1882 - 1886 من هذه الطبعة المنقحة.
نام کتاب : الإنسان بين العبودية لله والعبودية للعبيد نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 137
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست