responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاعتصام بالإسلام نویسنده : العرباوي، عمر    جلد : 1  صفحه : 149
كان الفدائيون من جهتهم ينسفون منشآت الحكومة، ويتلفون انتاج المعمرين، وجيش التحرير كان يتعرض للجند الفرنسي في كمائن فيباغتونه بضربات هائلة فيتملكه الرعب فيلوذ بالفرار، والبعض منهم يسقط موتى فيغنم المجاهدون غنائم كثيرة من السلاح والذخيرة، ويجردون الموتى من السلاح وكذلك الأسرى، وكانت لهم مهارة فائقة في ابتكار الأساليب الحربية، واستخراج السلاح من ثكنات الجند الفرنسي ليسلحوا به من لا سلاح لهم، ولهم مندوبون في الشرق والغرب لشراء السلاح، وجلبه الى الجزائر. اعتمدت الثورة على المتطوعين من الشعب، سواء كانوا كبارا أم صغارا، غير أنهم كانوا يرغبون في جنود المسلمين الذين يعملون في الجيش الفرنسي، وأصحاب الحرف والمهن ...
انتشر الثوار في شرق قسنطينة وشمالها، وبلاد القبائل، واعتصموا بالجبال الشامخات، مثل جبال أوراس، والقل، والحروش، وسكيكدة، وميلة وغيرها ... أصبحت هذه النواحي كلها مسرحا للحوادث الكثيرة والمعارك الدامية وانقطعت الصيلة فيها، ما بين الحكومة وسكان هذه المناطق، واذا أرادت أن تتصل بهم، فتصحب معها قوة كبيرة من الجند، فأصبح سكان هذه المناطق في حيرة من أمرهم، فالثوار يأتونهم ليلا، ويدعونهم الى مؤازرة الثورة، وإعانتها بما لديهم من طعام، ومال ورجال، وحكموهم حكما اداريا منظما، وكل من يخالف أوامرهم يعاقب في الحال، والحكومة الفرنسية من جهتها تأتيهم نهارا، فتأمرهم بأن يعتزلوا عن الثوار، ويقطعوا كل إعانة وصلة بهم، والويل لمن لم يتمثل لهذا الأمر، وثبتت عليه الاعانة والتأييد للثوار، فتعاقبه في الحال بنسف منزله بالقنابل أو المدفع وتارة بالقتل أو السجن، فاضطر السكان الى أن يكونوا مع الثوار في الليل فيعملون لهم كل ما يطلبونه منهم، وفي النهار يصبحون خاضعين للحكومة الفرنسية، هذه الكيفية سادت القطر كله. كثر هجوم الثوار على منشآت الحكومة فكانوا ينسفون المعامل والجسور ويقطعون أعمدة التليفون، والمواصلات السلكية، والسكك الحديدية ويفجرون قنوات الماء، ومحطات الكهرباء، ويتلفون منتوجات المعمرين كالكروم

نام کتاب : الاعتصام بالإسلام نویسنده : العرباوي، عمر    جلد : 1  صفحه : 149
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست