responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبشير والاستعمار في البلاد العربية عرض لجهود المبشرين التي ترمي إلى اخضاع الشرق للاستعمار الغربي نویسنده : الخالدي، مصطفى    جلد : 1  صفحه : 25
وحملهم من هذه الطريق على الرضا بالخضوع للمدنية المادية الغربية [1].

وإذا كان ثمة نفر قليلون جاءوا إلى الشرق للتبشير فحسب، وهم مقتنعون شخصيًا بالناحية الدينية، فإنهم في الدرجة الأولى مخطئون لأنهم لم يأتوا إلينا بقيمة روحية واجتماعية أسمى مما عندنا - ولا مثلها. ثم إنهم قد وضعوا أنفسهم في أيدي رجال الاستعمار السياسي والاقتصادي يستخدمونهم كيف شاءوا، وعلى غير علم منهم في بعض الأحيان.

• • •

ولقد صبر الشباب العربي المسلم على هؤلاء المبشرين وعلى أنصارهم المحليين، مع كل ما تعرض به هؤلاء المبشرون للكرامة الشرقية والعربية والإسلامية في جميع نواحي حياتنا الدينية والسياسية والاجتماعية والثقافية والأدبية - وخصوصًا في الحقبة المتأخرة. لقد كان علينا أن نسكت عن هؤلاء لأننا في نزاع سياسي مع الغرب، ولأن هؤلاء عيون الغرب وآذانه وأصابعه أيضًا. إننا نسعى إلى هدف سام كبير لا نستطيع الحصول عليه إذا أغضبنا الغرب مباشرة. ومن أجل ذلك كان من المحتوم علينا أن نُغْضِيَ عن أولئك الأنصار الذين باعوا أنفسهم للمستعمر فجعلهم مطية إلى استعباد بلادهم وإلى إذلال إخوانهم في الدار وفي النسب أحيانًا.

أما الحجة الكبرى التي حملنا بها أنفسنا على السكوت وعلى الظهور بهذا الحلم الذي لا مثيل له في طباع غيرنا من البشر، فهو أن عددًا عديدًا من إخواننا في الدار قد نذروا أنفسهم أيضًا لما نذرنا نحن أنفسنا له، وكانوا على الأجنبي واستعماره أشد منا نحن أحيانًا، لأن المستعمر قد أتي في ذلك من حيث لا يحتسب. على أن حلمنا كان يجب أن ينتهي لسببين اثنين، أولهما أن هذا النفر الكريم قد بدأ يحمل اضطهادًا أكثر من الذي نحتمله نحن. وثاني السببين أن النفر الذين باعوا أنفسهم للمستعمر، وأنصارهم معهم، ما زالوا يظهرون بمظهر المتحدي في حقل الاجتماع والوطن، وفي كل حقل آخر. ولقد كان هؤلاء لا يهمهم دينهم لأنهم قليلو الاحتفال بمبادئه، بل كان يهمهم إرضاء النفوذ الأجنبي، لأنهم كانوا يرتزقون منه رزقًا حسنًا [2].

[1] راجع الفصل العاشر.
[2] راجع مجلة " الأنباء "، لسان حال الحزب التقدمي الاشتراكي (بيروت)، لصاحبها كمال جنبلاط، وخصوصًا العدد 69، السنة الثانية (7 تشرين الثاني 1952).
نام کتاب : التبشير والاستعمار في البلاد العربية عرض لجهود المبشرين التي ترمي إلى اخضاع الشرق للاستعمار الغربي نویسنده : الخالدي، مصطفى    جلد : 1  صفحه : 25
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست