responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبشير والاستعمار في البلاد العربية عرض لجهود المبشرين التي ترمي إلى اخضاع الشرق للاستعمار الغربي نویسنده : الخالدي، مصطفى    جلد : 1  صفحه : 157
من هذه الأعمال حادث جنينة رسلان وقد مرت الإشارة إليه [1] وكيف أن اليسوعيين اِحْتَمَوْا بحراب الفرنسيين وذهبوا إلى بلاد العلويين - وهي بقعة من الجمهورية السورية - وحملوا نفرًا من أهل البلاد على إعلان انتسابهم إلى المذهب الكاثوليكي بالقوة [2].

على أن الضغط الفرنسي زال عن العلويين بعد زوال انتدابهم على سورية ولبنان عام 1943، وتنفسنا نحن الصعداء.

ولما فقدت فرنسا نفوذها في الجمهورية السورية، بعد أن عادت بلاد العلويين إلى الوطن الأم، ثم جلت جنود الاحتلال عن البلاد كلها، لم تنس فرنسا سياسة خلق المشاكل في البلاد فأثارت سليمان المرشد.
سليمان المرشد رجل إقطاعي شجعه الفرنسيون على أن يدعي الألوهية، ولذلك تسمى بـ " الرب " وأخذ يعامل قومه العلويين على هذا الأساس. ثم تطوح فجعل ينهب ويسلب ويقتل حتى ألقت الحكومة السورية القبض عليه وأدانته (بما ارتكبه من حوادث سلب وقتل) وشنقته: لقد أراد اليسوعيون أن يصنعوا إلهًا يوهن قوى الدولة السورية الناشئة ولكنهم جَنَوْا على رجل ثم قادوه إلى المشنقة. وهكذا ماتت بموت سليمان المرشد آمال اليسوعيين والفرنسيين في بلاد العلويين إلى الأبد.

ولقد استغل الفرنسيون الدين في جميع أشكاله، وساعدهم اليسوعيون خاصة على ذلك. في عام 1930 أراد البابا أن يقيم عيدًا لمناسبة مرور ألف وستمائة سنة على موت (القديس أغسطينوس). ولكنه أراد أن يكون لهذا العيد طابع خاص، فاختار أن يدعو إلى مؤتمر أفخارستي [3] في مدينة قرطاجنة (قرب تونس)، لأن (القديس أغسطينوس) كان من البربر، ومن تلك الناحية.

ومع أن إقامة هذا العيد من حق الكنيسة تقيمه متى شاءت، فإن اقترانه بانعقاد مؤتمر أفخارستي (مسيحي) في بلد كل أهله مسلمون يدل على كثير من قلة اللياقة. على أن تونس المستعبدة يومذاك قد أجبرت على قبول ذلك وعلى أن تدفع أيضًا من خزينتها الحالية مليونين من الفرنكات، يوم كان الفرنك لا يزال يساوي قرشًا من الذهب، وعلى أن تقبل بوضع الأَسِرَّةِ فِي المَسَاجِدِ ليرقد عليها الرهبان الذين جاءوا من أطراف الأرض ليعلنوا حربًا

[1] راجع صفحة 53 وما بعدها.
[2] cf. Les Jésuites en Syrie 10 : 35, 11 : 27
[3] المقصود بالمؤتمر الأفخارستي: اجتماع كاثوليكي عام يجتمع فيه الكهان والعوام وينصبون مذبحًا بالعراء (خارج الكنائس) للقيام بالعبادة.
نام کتاب : التبشير والاستعمار في البلاد العربية عرض لجهود المبشرين التي ترمي إلى اخضاع الشرق للاستعمار الغربي نویسنده : الخالدي، مصطفى    جلد : 1  صفحه : 157
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست