responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبشير والاستعمار في البلاد العربية عرض لجهود المبشرين التي ترمي إلى اخضاع الشرق للاستعمار الغربي نویسنده : الخالدي، مصطفى    جلد : 1  صفحه : 118
والحين من أجل مبشريها، فتلين الدولة العثمانية أمام هؤلاء المبشرين [1]. أراد الأتراك مرة إغلاق بعض مدارس التبشير ولكنهم تراجعوا أمام ضغط سياسي لا علاقة له بالتبشير [2].

ولا حاجة إلى القول بأن وجود حاكم قوي أو ضعيف يؤثر كثيرًا في موقف حكومته من التبشير والمبشرين ... لما تولى الخديوي سعيد باشا أريكة مصر، وكان حاكمًا مستضعفًا أحبه المبشرون لأنه لم يسمح لأحد أن يمسهم بسوء. ثم إنه وهب المبشرين البروتستانت عام 1862 قطعة أرض ثمينة في القاهرة إسوة بالإرسالية الكاثوليكية التي كان قد وهبها مثل هذه الأرض من قبل. ولقد تقدمت أعمال التبشير في أثناء حكم سعيد باشا. ولكن لما جاء إسماعيل باشا عام 1863 تبدلت الحال لأن إسماعيل باشا كان قويًا فضيق على المبشرين كثيرًا. من أجل ذلك وصف المبشرون إسماعيل باشا بأنه متكبر مستبد، كل ذلك لأنه أراد أن يضع حَدًّا للنفوذ الأوروبي في مصر [3] لما اهتدى إلى الأصابع الحقيقية التي كانت «تُهَرِّبُ» ذلك النفوذ إلى مصر فقطعها.

وحرصت بريطانيا على أن تحمي الإرساليات البروتستانتية خاصة، سواءً كانت هذه الإرساليات إنجليزية أم أمريكية، أم ألمانية، وكان نفوذ إنجلترا في ذلك الحين قد أصبح فعالاً في الإمبراطورية العثمانية [4]. فمن ذلك أن الحكومة العثمانية أرادت أن تمنع باعة الأناجيل الدوارين من التجول في المدن والقرى، فما زال القناصل يتدخلون حتى حملوا الحكومة العثمانية على العودة إلى السماح لهم بذلك [5]. ومن الحوادث التي تدل على مبلغ اهتمام الدول الأجنبية بالمبشرين - أو بتثبيت نفوذها من طريق المبشرين ما يلي ([6]):
أراد الأتراك أن يحموا المسلمين من المبشرين فكان المبشرون يحتجون. ولقد اتفقت حادثة في هذا الباب نقل المبشر (هنري جسب) تفاصيلها إلى (دانيال بلس) رئيس الكلية السورية الإنجيلية، هو يومذاك في لندن، ثم علق عليها بقوله: «هَلْ يُتَاحُ لَنَا أَنْ نَرَى الزَّمَنَ الذِي يُصْبِحُ فِيهِ لِصَلَوَاتِ إِنْجْلِتْرَا المَسِيحِيَّةَ احْتِرَامٌ فِي الشَّرْقِ مَرَّةً ثَانِيَةً؟». فما كان من (دانيال بلس) إلا أن نقل هذا الكتاب إلى المحترم (جونس)، أمين سر جمعية مساعدة التبشير في تركيا، و (جونس) هذا نقله بدوره إلى الأرل (رسل) وزير الخارجية البريطانية. ثم إن (رسل) أرسل

[1] Richter 351
[2] cf. Richter 314
[3] Richter 345 - 6
[4] cf. Jessup 660 f
[5] Jessup 590 : cf. Richter 187
[6] Jessup 249 f
نام کتاب : التبشير والاستعمار في البلاد العربية عرض لجهود المبشرين التي ترمي إلى اخضاع الشرق للاستعمار الغربي نویسنده : الخالدي، مصطفى    جلد : 1  صفحه : 118
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست