responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجزائر الثائرة نویسنده : الفضيل الورتلاني    جلد : 1  صفحه : 463
يزال حتى الآن، يستعمل شتى الحيل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه منها، حتى يعيش به عفيفا كريما، ولقد كان في مصر قبل ثورة اليمن، يتمتع بنفوذ كبير على طائفة من الشركات الاقتصادية الكبرى، ذات رؤوس أموال تعد بملايين الجنيهات، وكان يمكنه يومئذ بكل سهولة، أن يجمع ثروة طائلة في رحابها الواسعة الكريمة، ولكن الرسالة المقدسة كانت صاحبة السلطان الأكبر على أخلاقه. فخرج من ذلك المحيط الضخم، صفر اليدين من المال، ولكنه خرج منه بثروة كبيرة من العفاف والإكبار. وعاش في اليمن بنفوذ اقتصادي خطير، كان يستمده من الشعب والحكومة معا. ولقد كان مديرا عاما للشركة الوحيدة، ذات الامتيازات الواسعة في دولة اليمن. وقد علمت من المطلعين الصادقين، أن الورتلاني لو أراد أن يتنازل قليلا عن الحنبلية في رسالته وعفافه، لخرج من اليمن بمئات الآلاف، غير خائن ولا مشار إليه بالبنان، وعاد إلى مصر بعد الثورة الأخيرة، وكان أقرب المقربين إلى رجال الثورة، وكانت صلاته بأرباب الملايين واسعة عريضة، ولكنه لم يرض أن يشرب من كأس مشبوهة يوما ما.
وقد عرضت له فرص كثيرة ونظيفة، وهو لا تنقصه المعرفة بشؤون التجارة والاقتصاد، ولولا أن رسالته كانت دائما، هي التي تعوقه عن استغلالها، لكان اليوم في سعة من المال عظيمة، ونحن تلامذته ومحبوه لا نوافقه أبدا على هذا الإفراط في إهمال شؤون نفسه المالية والصحية إلى هذه الدرجة، لأن ذلك قد يؤدي يوما إلى الحاجة، والحاجة إلى اللئام قتل شنيع لكبار النفوس، فلقد كان الأنبياء والقديسون، يذكرون الله كثيرا، ولكنهم لا ينسون أنفسهم في حدود الحلال، وكثير منهم قد خدموا مبادئهم بالمال، واستعانوا به في أكثر من موقف خطير. وفي مقدمة هؤلاء، كبار الصحابة رضوان الله عليهم. وإني أخط هذه الكلمات، وأسجل هذه النصائح في كتاب، وكلي أمل في أن يعمل بها أستاذنا الورتلاني، كما نعمل نحن بنصائحه، وهو الذي علمنا بأن المبالغة والإفراط في كل شيء أمر غير محمود. فنرجو أن يرحم نفسه حتى يستطيع أن يرحم مبادئه نفسها ويرحم الناس.

نام کتاب : الجزائر الثائرة نویسنده : الفضيل الورتلاني    جلد : 1  صفحه : 463
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست