responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجزائر الثائرة نویسنده : الفضيل الورتلاني    جلد : 1  صفحه : 374
وشراء الصحف وشراء بعض الغوغاء لاستعمالهم في صغار الأمور، كالمظاهرات، والإضرابات، وما أشبه ذلك، هذه الجالية المتفرنسة، أو هذا الخليط الاستغلالي الغريب التركيب، وعددهم يقدر بنحو مليون نفس، في وسط ثلاثين مليونا من العرب، أرباب البلاد الأصليين، لا يرضون إلى أيامنا هذه، التي تحرر فيها حتى الزنوج وأكلة لحوم البشر، بأن يكون الجزائريون والمغاربة أقل من العبيد. لم يرضوا بالاستقلال طبعا، ولو كان أعرج أعور أصم أبكم مقطوع الأطراف، كالذي زعموه في تونس. ولم يرضوا في الجزائر بالاتحاد ولا بالاندماج، ولا بالامتزاج، ولا بالإصلاحات، ولا بأي قصيد من هذه القصائد الفاجرة المخادعة، التي ينشدها لنا من حين لآخر حكام فرنسا الجبناء الحائرون. بنعم إنهم المساكين حائرون، لأنهم يعرفون من جهة، أن الأمة الجزائرية مظلومة بألوان من الظلم، لا تحتمله العصور المظلمة المتوحشة، فضلا عن القرن العشرين، وأنهم يعرفون، بأن بقاء هذا النوع من الظلم في هذا العصر بالذات، وعلى هذه الأمة العريقة الجبارة بالذات، إنما هو ضرب من المستحيل، وأن استمراره لا يعود على فرنسا نفسها، إلا بأسوأ العواقب، ومن جهة أخرى، فإنهم لا يجرؤون على مواجهة الحق، وإغضاب أولئك المستعمرين من آلهة المال، إما رغبة أو رهبة أو هما معا.
ففي هذه الدوامة العجيبة، ظلت الأمة الجزائرية قرنا وربع قرن، تعيش في عذاب وشقاء، وفي ثورات وحروب، وكان إلى وقت قريب، ما يزال فيها من يحسن بعض الظن بمجموع الفرنسيين، ويبني على ذلك بعض الآمال، في الحصول على الإنصاف أو بعضه، ولو بعد حين، ولكن مرت الأيام والسنون، بل مرت القرون، فتبدلت عقلية أهل الأرض جميعا، إلا فرنسا الاستعمارية، وقفت جامدة وعاجزة أمام مائتي أسرة من الاستغلاليين، لم تستطع أن تفرض عليهم سلطانها، ولم تتقدم مع ركب الحياة ولو خطوة واحدة، لتنصف أولئك المظلومين، ولتريح نفسها من متاعب القمع، التي ليس لها نهاية.

نام کتاب : الجزائر الثائرة نویسنده : الفضيل الورتلاني    جلد : 1  صفحه : 374
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست