responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجزائر الثائرة نویسنده : الفضيل الورتلاني    جلد : 1  صفحه : 282
يملكون من قوة ومكر ضد الأهالي العرب العزل، مستخدمين في تعذيبهم لقتل الروح الوطنية والاستقلال كل أدوات الحكم العسكري من أحكام عرفية وإيقاف كل المطبوعات ومنع كل الاجتماعات وحرمان الأهالي من الغذاء والكساء الضرورين بواسطة نظام التموين، بينما يأخذون كل ما يمكله العرب قهرا بأبخس الأثمان، ليتاجروا به فيكسبوا أضعافا مضاعفة. وقد يساق المرء إلى السجن أو المعتقل لغير سبب معروف، بل ربما كان لمجرد نظرة لا يستلطفها الفرنسي منه فيلصق به أخطر التهم، وهذا يصدق من غير دليل، ولقد بلغ عدد المعتقلين من خيرة أبناء الأمة عشرات الألوف ولا يزال من وراءهم يكافح ويستميت فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.
هذه إشارة سريعة إلى ما يجري في هذا البلد من كوارث مع أمة عربية مسلمة تأبى الضيم وتأنف الاستذلال فإذا ما جاءت الأنباء اليوم بوقوع اضطرابات خطيرة فيها فإنما هي شرارة خير بسيطة أفلتت من بين نيران مندلعة هناك واسعة النطاق، لأن المعلوم أن الفرنسيين يبذلون شبه المستحيل في منع تسرب أي خبر يتعلق بهذا التعذيب، حتى لا يكون للعالم حق التدخل فيه، فلولا ما ضربوه من حصار على أبناء هذه البلاد لسمع الناس كل شهر بهذه الثورات، لأن ظلم الفرنسيين يأبى أن ينتهي، والشمم العربي يأبى أن يموت؛ أو يفتر، أما حزب البيان الذي ورد اسمه في خبر الثورة، فنسبه إلى بيان وقعه ممثلوا الأمة بالإجماع في 10 يناير سنة 1943، بعد نزول الحلفاء في الجزائر بقليل، مطالبين فيه بالاستقلال، والأمة بأجمعها تؤيد هذا البيان، وتسير وراء المطالبين بتنفيذه بإيمان وحماس، خلافا لما تزعمه الأخبار ذات المصادر الفرنسية من أن هذه الجماعة لا تمثل إلا أقلية ضئيلة، وتزعم أنباء هذه المصادر كعادتها دائما - أن زعيم هذا الحزب الأستاذ عباس فرحات ينتمي إلى الفاشستية، والواقع أنه ليس أوقح وأجرأ من هذا الزعم، فلقد عرف الشعب الفرنسي نفسه أن عباس فرحات كان دائما من أنصار الجبهة الشعبية الفرنسية إلى حد بعيد، وعدو الفاشستية اللدود، أما ذنبه الحقيقي فلأنه حر يريد

نام کتاب : الجزائر الثائرة نویسنده : الفضيل الورتلاني    جلد : 1  صفحه : 282
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست