responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجزائر الثائرة نویسنده : الفضيل الورتلاني    جلد : 1  صفحه : 163
الأمر الأول - هو أن الشعب الفرنسي الذي طالما غرر به تجار الحروب والدماء، قد أدركه الوعي، ولم يعد مستعدا لبذل العرق والدم في سبيل مئتي أسرة استغلالية في فرنسا ومثلها في الجزائر، وأكبر آية على ذلك، هو بداية تمرد الجنود على القتال ضد طالبي الحرية في المستعمرات عامة، وفي الجزائر بصفة خاصة، ثم انتصار رسالة (بوجاد) الذي يدعو علنا إلى الامتناع عن دفع الضرائب. والمعلوم عند الخاص والعام، أن الدولة التي لا يطيعها جيشها، ويمتنع عن تمويل الخزينة شعبها، لهي دولة مفلسة لا محالة، والشعب الفرنسي الواعي لا يقبل بإفلاس دولته، إرضاء لشهوات طائفة من المستعمرين المجرمين.
الأمر الثاني - هو أن الشعب الجزائري، قد أصابه اليأس نهائيا من استعمال أساليب المنطق والسلم مع المستعمرين، لأنه قد جربهما معهم طيلة قرن وربع، فلم يصدقوا معه مرة واحدة، وأن روح الفداء في هذا الشعب قد أصبحت عامة، فشملت الذكور والإناث من جميع الطبقات، وإن كان مجاهد فيه يقتله رصاص الاستعمار، إنما ينقل فيه العدوى والحمية إلى ألف من الرجال والنساء، وأنه في الوقت نفسه، مستعد ليتعاون مع أسوأ المذاهب في العالم، وأن يتعاهد حتى مع (الشيطان) إذا لم يكن سوى ذلك وسيلة لحريته واستقلاله، وإني قبل أن أعرض لتفاصيل الحلول التي أنوي اقتراحها، أرى من واجبي أن أنصح لكم بسلوك طريق النبل والكرم مع هذه البلاد، وذلك إذا نظرتم بعيدا في مصلحة فرنسا قبل مصلحتها.
لأن الجزائر كغيرها من شعوب الأرض العريقة الواعية، هي واصلة إلى حريتها واستقلالها لا محالة، أحب الناس أم كرهوا، أتم ذلك اليوم، أم بعد أشهر، أم بعد أعوام، وما دامت النهاية واحدة، فمن المصلحة إذن، أن تصطنعوا مع هذه البلاد أجدر الأساليب بإرضائها في تصفية علاقاتكم معها، حتى تكسبوا في المستقبل صداقتها، إذ ليست صداقة ثلاثين مليونا من أعرق الناس في الحضارة، ومن أشهرهم في الشجاعة، ويملكون أوسع مساحة من الأرض وأغناها وأمنعها، وهي أقرب ما يكون بأرضكم في الجوار، ولهم أخوة في الجنس يقدرون بثمانين مليونا، وأخوة في الدين يقدرون بستمائة مليون، ليست صداقة

نام کتاب : الجزائر الثائرة نویسنده : الفضيل الورتلاني    جلد : 1  صفحه : 163
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست